ظاهرة جديدة في المجتمع اللبناني، بدأ ظهورها مع بداية النزوح السوري وبدأت وتيرتها تتسارع خصوصا في البلدات الجنوبية، وبين مستغرب ومؤيد، يبقى هناك الأمر الواقع الذي يفرض نفسه على النساء اللبنانيات حيث يتم تفضيل الفتيات السوريات عليهن.
فإن أصبح الفرد بعمر الزواج، وتقدم لطلب العروس، يتفاجأ بمتطلبات أهلها، من (علامة-مهر-حفلة خطوبة-عرس للزواج..منزل ملكه...) وهذا كما نعلم جميعا أنه حلم صعب المنال لفئة الشباب، ففرص العمل قليلة والأحوال المادية صعبة واما مقولة (بعيش انا وياها عحص زيتون وخبزة) ليست سوى كلام لعشق لا نستطيع ترجمته على أرض الواقع.
ويتداول أهالي الجنوب بعض القصص متحسرين على فتيات القرى قائلين "صاروا عم ياخدوا سوريات عأساس ما عاد في بنات عنا" أو "انقطعوا البنات اللبنانيات"..
وهنا نذكر عينة صغيرة من القصص الحقيقية:
(أ.ح) من ضواحي النبطية، متزوج لديه عدد من الأزواج لكن بشكل مفاجىء طلق زوجته ليتزوج إمرأة سورية أرملة ولديها ولدين.
وفي عين التينة أيضا هناك رجل طلق زوجته ليتزوج سورية.
وأيضا في ضواحي النبطية، رآها وهي تمر في "الضيعة" وإذ به يقول لزوجته انه يريد ان يتزوجها وبالفعل نفذ كلامه فاستأجر لها منزلا وتزوجها.
ولن نتحدث هنا عن الذي يتزوج على زوجته باعتبار أن شريعة الله تحلل له ذلك، لكن السؤال هو: لماذا يقبل الشباب على الزواج من فتاة سورية أو يطلق زوجته ليتزوج منها؟
إن التفاوت اكبير في الجو الحياتي بين السوريين واللبنانيين ، فالفتاة السورية عندما تبلغ الثالثة عشرة من عمرها يتم تزويجها دون مهر ودون أي مقدمات ويكون الطلب الوحيد أن تخدم زوجها ولا تشارعه وتخضع له، أما الفتاة اللبنانية فإنها تتعلم وتعمل وتختار بنفسها أي أنها تعيش حياة أكثر انفتاحا.
طبعا، هذا ليس معمما، إلا أن هذه الحقيقة جعلت النازحات يقعن فريسة لحياة رخيصة وفقيرة ، حيث أن الشاب الذي لم يستطع ان يتزوج من لبنانية بسبب وضعه يقبل على الزواج من فتاة سورية التي تسعى فقط للحفاظ على نفسها من مخاطر النزوح، وخير دليل على ذلك ما حصل في منطقة الضاحية الجنوبية في المعمورة حيث أنه تزوج شاب يدعى (ح،ن) من فتاة سورية وليلة الزواج كان في المنزل إخوة العريس ووالدته ووالده وهذا أمر لا تقبل به أي فتاة لبنانية مهما كان مستواها التعليمي أو المعيشي.
فالزواج إن أقيم على العقل وغابت عنه مشاعر العاطفة يصبح زواجا عقليا ذات أهداف غرائزية شهوانية وحياتية بعيدة كل البعد عن الرومانسية، وهنا نحب أن نذكر أن الزواج من النازحات السوريات بهذه التسعيرة الرخيصة جعلتهن كأنهن في سوق لبيع النساء، بسبب الرخص في الزواج، حيث يتم تقديم الفتاة للشاب اللبناني دون اي مقابل أو مهر.
وهذا الأمر اللافت أحببنا أن نسلط الضوء عليه كإجابة على الذين يقولون :"ليه ما عنا بنات " أو "ليه أنا معنسي؟"
فلو تنازلت اللبنانية عن تعجرفها قليلا وقامت بمراعاة ظروف الرجل واهتمت به كما تهتم بنفسها، لما نظر لغيرها ولما ابتعد عنها، ولو رضيت بما قاله الله تعالى: وإن جاءكم من ترضون به دينا وخلقا فزوجوه"، لما وصلنا إلى نسبة عنوسة عالية بلغت نسبتها 85 بالمئة وذلك بحسب الدراسة التي أجرتها إذاعة هولندا استناداً إلى إحصاءات مراكز الأبحاث والمعطيات الخاصة بالمنظّمات غير الحكومية.
وقد يقول البعض هنا،اننا عنصريين في ذلك إذ وضعنا أن الخطأ كله يقع على عاتق الفتاة وهي السبب في ذلك، لكن الجدير ذكره هنا أن هناك الكثير من الرجال "اللي عينهن بيضة" و"بيحيوا يجربوا كل شي" فتقع الزوجة ضحية نزوات الرجل و"بجبلها ضرة"، أو هناك الحياة الخيالية التي تكون مرسومة في ذهن الفتاة اللبنانية عن رجل الأحلام وإذ بالواقع يكون مختلفا كليا، فتبدأ المشاكل ويجد الرجل نفسه غير قادر على تحمل الضغوطات وتبعاته فيلجأ إلى حضن أخرى أقل تطلبا ألا وهي الفتاة السورية.
فهل بعد ذلك سنبقى نسأل "ليه اللبنانيي عم يتزوجوا سوريات"