ممّ لا شك فيه أنّ من يواظب على متابعات خطابات السيد يرصد تغيراً ملحوظاً في النبرة والصوت والإصبع ، فما بين سطور إطلالته نقرأ العديد من التطورات التي استحدثت والتي تناقض ما يجاهر به .
إطلالته البارحة حملت الكثير من الإنكسار والشفقة ، فضلاً عن إستعطاف أهالي الشهداء واستغلال وتيرة دمائهم .
وهذا أسلوب لم يسبق للسيد أن اعتمده وهو المبادر والهجومي وصاحب "الوعد الصادق" ، ولكن سقط وعده .
فالبارحة تأكّد لنا تخلي إيران عن الشام والجفاء بينها وبين الحزب ، وعلى الرغم من مباركة السيد الخجولة لها ، إلا أنه عزلها تماماً اثناء خطابه عن الأوضاع في المنطقة السورية .
كما وتأكد لنا أن ما أعلنه الحزب عن انتصار سابق في القلمون هو "وهم" ، وإلا لما ساق السيد للجمهور حملة من التبريرات ، وعديد من التفاصيل الميدانية التي ما كان هناك ضرورة ليدخل فيها وليتغنى بأدق تفاصيلها لو انتصر ، ولو سيطر ، غير أن الواقع كان مختلفاً ، ولم يمتلك السيد البارحة نصراً ليهديه لجمهوره .
فكانت الوقائع المملة هي "حبة المسكن" ، التي حولت طلّة النصر ، إلى طلّة العجز ، لنقول ببساطة "التلة ضيعت من السيد الطلة" .
في سياق آخر ، أسلوب الرجاء الذي كان طاغياً على المحور الكلامي لسيد المقاومة ، ولاسيما من خلال تبريره لقتاله في سوريا ، حيث أنه وفي سابقة لجأ للإستعطاف ، وفي الطلب الوجداني ، ليؤكد للجميع أنه لا يحارب ثوار الشام وإنما يحارب من قتلوا شهداء الجيش اللبناني .
هذا اللعب والتغني بالعاطفة ، ما هو إلا وتيرة الهزيمة التي يترقبها حسن نصر الله ، وكأنه يمهد لمصير محتوم أصبح يدركه في معارك القلمون ، فنراه اتجه لكل اللبنانيين شعباً وجيشاً ، لا بالتهديد ولا بالوعيد ، وإنما بطلب "العطف" .
معارك القلمون لم تأخذ الكثير من خطاب السيد ، لأن ما كان بجعبته أخذه الثوار ، فنراه اتجه للوضع الداخلي مقدماً حلولاً منطقية مبدياً تخوفّه ، لينتقل بحديثه للبحرين واليمن .
إطلالة السيد ، صدمت الجمهور ، فلم تكن على مستوى توقعات الشارع الشيعي المؤيد له ، والهزيمة كانت على ملامحه ، لنقول هنا في تعليقاً على حركاته المنهكة :
السيد مش مريض وما كان مريض ، ولكن طعم الخسارة أكثر حموضة من طعم الليموناضة !