مثل إيراني يقول إنّ من لدغته الحيّة ، يتخوّف حتى من الحبل الأبيض و الأسود ، ويبدو أنّ أحداث مدينة مهاباد في الأسبوع الماضي ، تركت آثارها على كل شيء ولم تسلم منها ولا كرة القدم ، حيث التجأت الأجهزة الأمنية إلى بثّ خبر كاذب، تجنباً من الاضطرابات من قبل مناصري فريق تراكتور تبريز بعد خسارة فريقهم كأس البطولة .
يوم الجمعة الماضية، كان يوماً مصيرياً لدوريّ كرة القدم الإيرانية ، حيث كان فريقان سباهان أصفهان وتراكتور تبريز مرشحان للبطولة، وكانت تجري مبارتان بشكل متزامن، بين سباهان اصفهان وضيفه سايبا، وبين تراكتور تبريز و ضيفه نفط طهران، لتحديد الفريق البطل، وبينما كان الفريق التبريزي يحتاج إلى الفوز على ضيفه أو التعادل عند منافسه على البطولة، لم يكن أمام فريق سباهان الأصفهاني إلا الفوز على ضيفه للوصول إلى كأس البطولة .
ولهذا بلغت الإثارة في المدينتين وعند مناصري الفريقين ذروته عصر يوم الجمعة وفي الملعبين . في الدقائق الأخيرة للمباراة وبينما كان فريق سباهان متقدماً على ضيفه بهدفين، ولكن مكبرات الصوت في ملعب تبريز، في الدقيقة 87 أي قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق ، بثت خبراً كاذباً يفيد بالتعادل الإيجابي بين فريقي سباهان وسايبا، ممّ يعني أن تراكتور تبريز، نال البطولة، لأول مرة .
وفجّر هذا الخبر قنبلة الفرح عند 60 ألفاً من مناصري تراكتور، المشهورين بالشراسة في دعم فريقهم، وربما حدّة شراستهم في حب فريقهم لا يقل عن شراسة هواة الكرة الانكيز . وبعد ما صفّر الحكم، لنهاية المباراة، تدفق مناصرو تراكتور إلى أرضية الملعب للمشاركة مع لاعبيهم في إحتفال البطولة، بينما في نفس الوقت كان فريق سباهان أصفهان يرفع كأس البطولة .
خلال الدقائق الأخيرة من المباراة في تبريز، إنقطعت جميع الاتصالات، من قبل الأجهزة الأمنية لعدم الكشف عن حقيقة الأمر . إنخداع مناصري تراكتور أثار استياء واسعاً من قبل الأذريين في البلاد عموماً، حيث أنّ إحتفالهم بالبطولة الوهمية أصبح مادة للسخرية في إيران .
لا شكّ بأنّ مناصري كرة القدم في جميع العالم، يقومون بأعمال تخريبية، وإيران ليس بدعاً في هذا المجال، ولكن الإلتجاء إلى الكذب تجنباً من الاضطرابات الرياضية المحتملة، يتبعه ردود أكثر دماراً. وتسييس الرياضة سيؤدي إلى تسيس الرياضيين، وتحويل المشاغبات الرياضية المحضة، إلى المشاغبات السياسية، ولكن الأجهزة الأمنية تفكر بتأجيل الأزمات وتخميدها ولا تعرف بأنها تحول الإضطرابات الرياضية، إلى الإضطرابات السياسية.
فالآن يشعر الأتراك بأنّ كرامتهم انتهكت في ملعب تبريز، ويأسفون على خسارة الكرامة وليس على خسارة كأس