للشمال حصته من كل شيء ، من تصدير الإرهاب ، من الخطط الأمنية التعسفية ، من متاجرة أهل السياسة ، ومن المشاريع الورقية التي تسرق وتمرر من تحت الطاولات ، لتظل طرابلس "مدينة الفقر" التي أرادوها .
غير أنّ صوت الشمال الحر بالرغم ممّ ألحق به من فقر و وأد وتطرّف ، كان أقوى من أبواق الصمت ، ومن "نعيق" جمهور الممانعة الذي دعم قرار الإفراج عن سماحة ، بل و واكبه وهللّ له .
ديليفيري سماحة ، الذي نقل ألعاب الموت للبنان ، والذي خطط لإستهداف عدد من الشخصيات والذي والذي .... ، كان ديليفيري بريئاً ، ففي مفهوم المحكمة العسكرية "الحزبية" ، عامل التوصيلات لا يحاسب على بضاعته ، وإن كانت صناديقه إرهاب وتهريب ومشروع لتخريب أمن الدولة ، فقيادات الخشب تحوّل البارود إن أرادت لذهب .
منذ أعلن الحكم عن "موظف الأسد" ، وطرابلس تغلي ، تستذكر الشهداء ، صوّر شهداء التقوى والسلام تعود للواجهة من جديد ، الجثث التي احترقت أثناء خروجها من بيت الله ، الأطفال ، كلّ هذا عاد لذاكرة الشمال وكأنه كان البارحة فقط ، فقرار التخفيف عن المجرم أعاد جرح المساجد ، ففي باب الحسومات السياسية ، لا احترام للشهادة ، وأوكازيون بشار الأسد والسيد ، أعطى لسماحة "المسامحة " .
هو الأوكازيون نفسه الذي هرّب رفعت عيد ، والذي فرض القصاص المشدد على قادة المحاور ، ها هو يمنح شرف الحرية لناقل "مفرقعات الشام " .
أهل طرابلس اعترضوا ، احتجوا ، نظموا الإعتصامات منذ كان القرار الجائر وما زالوا ، ويتوعدون بالتصعيد ، ولكن لنكن أكثر وضوحاً ، القرار المخفف بحق سماحة أثبت للشماليين أنّ الدولة والقضاء والأحكام بيد حزب الله والأسد ، وعزز الشعور لديهم بأن طرابلس "مدينة لبنانية مهمشّة" وأن السنّة هم الطائفة المستضعفة .
ممّ جعل العديد من الثائرين على الحكم يقول :
لو كان ميشال سني ؟ لو كان من عكار ؟ لو كان من طرابلس ....
هذه الــ "لو" ، تظهر مدى الإجحاف الذي ناله الشعب الشمالي ، إجحاف يقابله رخص العدالة التي نالها الإرهابي .
والصوت الشمالي لم يكن شعباً فقط ، بل امتد الاعتراض وبشدة لسياسي الشمال ، فمن فتفت الذي اعتبرها محكمة "وفيق صفا" ، إلى ريفي الذي قال أنه سيقدم مشروع تعديل بخصوصها ، للضاهر والمرعبي وتوصيفهما قراراتها بالتعسفية .
نتساءل هل المحكمة العسكرية هي حقاً محكمة "وفيق صفا" أم لنكون أكثر توصيفاً محكمة بشار الأسد وأزلامه ، وهل سيستطيع ريفي أن يواجه حزب الممانعة وأن يمرر مشروعه بخصوصها ؟
أم الذي برأ الإرهابي وعطل الدولة وأدخلها في حسابات إقليمية قادر "بشحطة قلم" أن يلغي مشروع ريفي .
ولكن مع هذا ، صوت الشمال ما زال ضد سياسة كمّ الأفواه ، وقرار سماحة "هيّج" الشعب ، وأسقط شرعية المحكمة العسكرية ، حكم "الأوكازيون" لسماحة في كفة ، وملفات المسجونين الإسلاميين وما يطالهم من عنف وانتهاك وتحقير ومماطلة في كفة أخرى !
طرابلس ، تريد عدالة !
وإن كان ميشال سماحة "حاطط السينتور" ، فمساجين الشمال " ما استعملوا الوتسأب " !!