أصدرت المحكمة العسكرية، حكمها، وسقطت كل الأقنعة، فرغم الحرية التي سينالها بعد سبعة أشهر، الوزير السابق ميشال سماحة، إلا أن الدلائل والوثائق والمقاطع المصورة المسربة، أدانته وجعلت حقيقته التي حاولت المحكمة العسكرية أن تخفيها، تظهر للرأي العام .
وبين مستنكر ورافض لما أقدمت عليه المحكمة من قرار قضائي بحقه، هناك محور معين حاول تبرير ذلك وما التبرير الذي اعتمده إلا هو "عذر أقبح من ذنب".
فالشارع الشمالي، اشتعل وهزته هذه اللامبالاة وهذا الإستهتار، ولم تكن الفرحة سوى لجمهور مؤيد لمحور الممانعة، وجد في هذا الحكم بعض العدل والمساواة، باعتبار أن العدالة الكاملة لن تتحقق إلا "بإعلان البراءة" له.
وفي مقاربة ميدانية لجمهور الممانعة حيث استطلعنا بعض الآراء التي استعانوا خلالها بإجابات لافتة وربما مضحكة قليلا ومن بين هذه الإجابات :"الفيديوهات مفبركة"-"سامحوا العملا لإسرائيل وطلعوهن براءة ليه هلقد مقهورين من حكم سماحة"-"اللي سرق 11 مليار دولار من الدولة ما كان لازم ينعدموا بس شاطرين يطالبوا بإعدام سماحة؟"-"عم يطالبوا بإعدام سماحة وقاتل رشيد كرامي مرشح لرئاسة الجمهورية".
وبحكم هذه الآراء نستطيع إستنتاج المثلين الشعبيين المأثورين:" ما حدا بيقول عن زيتاتو عكرين" و "القرد بعين إمو غزال".
فمهما جنت يدا سماحة ومهما كان نوع "التفجير" الذي كان سيصبح لبنان ضحية له، لا مشكلة فيه، كيف يكون هناك مشكلة وهو من كان مستشار الرئيس السوري للشؤون الفرنسية والذي يقدم الآن"حزب الله" عددا كبيرا من عناصره فداء له ودفاعا من أجل بقائه.
والجدير بالذكر هنا، أن من سمي برجل سوريا الأول، لا بد أن يكون خزان الأسرار لهذا النظام خصوصا أنه يعتبر الممر الجديّ الوحيد لروايات النظام بشأن المسلحين وإسلامية الثورة إلى الإعلام الأجنبي.
وانطلاقًا من هنا، لا يسعنا سوى القول أنه كما تم اغتيال اللواء الحسن بسبب أنه تجرأ وفضح النظام السوري،فإن لبراءة سماحة أهمية كبرى عند محور الممانعة حيث أنه من المهم جدا الحصول على سجل نظيف لنظام الأسد وكما أن تورط سماحة في زعزعة استقرار لبنان بالتعاون مع الحكومة السورية، سيكون علامة مهمة وسوداء للأسد وربما قد تستخدم ضده في تحليل اغتيال الشهيد الحريري، أي من يريد القول أن سوريا لم تدخل في أمن لبنان فحقيقة سماحة تدحض هذه المقولة.
وطبعا، هذا ما لا يريده نظام الأسد والحلفاء له في لبنان، لذلك يسعون إلى براءته ويتمسكون بها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا:بما أن سماحة حامل الأسرار، فهل سيبقى على قيد الحياة بعد خروجه من السجن؟