إنطلقت معركة القلمون قبل فترة وجيزة من عقد مؤتمر جنيف 3 وحشد الحزب الألاف من مقاتليه، غير آبه بإستنزاف فئة الشباب اللبناني، ومركزاً على الربح في هذه الحرب، واضعاً كل أسلحته وقدراته العسكرية في خدمة تحقيق النصر .
فما الهدف من ذلك؟
تعتبر معركة القلمون ورقة رابحة للنظام السوري والسيطرة على تلالها وجرودها تعني أنّ النظام إستطاع التحكم وقطع خط الإمداد على مجموعات المعارضة السورية من لبنان عبر عرسال أو غيرها من المناطق المحاذية لهذه التلال .
ومع إقتراب مؤتمر جنيف 3 التي ستشارك به إيران وعدد من الدول الكبرى، تسعى كل من المعارضة السورية والنظام السوري لتحقيق أكبر عداد من الإنتصارات ولكل منهم أهدافه الخاصة، فالمعارضة تريد أن تمسك بزمام الأمور وليكون الحل في جنيف هو بتنحي الأسد أما النظام فيريد أن يبقى متربعا على كرسيه غير آبه بدماء السوريين التي يعتبر المسؤول الأول عنها.
ويمكن تلخيص الأهمية التي يقوم بها حزب الله في هذه المعركة بعدة نقاط :
أولاً :إنّ تقدم المعارضة في سوريا والقلمون سيجعل من وضع النظام السوري كارثياً وبالتالي سيكون برهاناً قوياً لخسارة الأسد وهذا سيجعل "وجه إيران بالتراب" كونها تشكّل في هذا المؤتمر دوراً فاعلاً وتكمن أهميتها أيضاً بأنّ الدول الكبرى تعي قدرة إيران على حسم الأزمة السورية سياسياً كونها طرفاً فاعلاً في هذه المعضلة وبدونها لن يكون هناك حل ، لذلك لتدخل إيران إلى هذا المؤتمر بشكل قوي ومؤثر عليها أن تربح هذه المعركة وبالطبع ذلك لا يتم دائما إلا عبر وكلائها الحصريين في كل المناطق العربية .
واليوم أعلن رئيس الشورى الإسلامي بروجردي أن إيران لن تترك سوريا، وكأن هذا رسالة إلى المشاركين في مؤتمر جنيف 3 للتأكيد أننا سنبقي الأسد رئيساً لو على دماء السوريين، وحقهم في الحرية.
ثانياً : إنّ سيطرة النظام على القلمون، تعتبر ورقة ضاغطة وقوية تدفع بالمعارضة إلى الحوار مع النظام السوري وفي ظل تهديدات الإئتلاف أنه لن يحضر في حال شاركت إيران سيجعل من مشاركتهم أمراً حتمياً لا مفر منه وسيجبرهم على تقديم التنازلات لذلك يسعى الحزب إلى تعبيد الطريق أمام الأسد ليبقى المسيطر وتبقى المناطق أوراقاً رابحة في يده قبل الذهاب لجنيف .
لكن يا ترى هل الخوف على بشار أهم من وطن بكامله؟