تشير المعلومات المتواترة ان الجيش السوري وحزب الله سينجحان في السيطرة على منطقة القلمون في الايام المقبلة حتى لو طالت المعارك بعض الوقت، وفي المقابل ستستمر المعارك في منطقة جسر الشغور وقد تنجح المجموعات المعارضة المسلحة السورية وغير السورية في السيطرة على هذه المنطقة بشكل كامل .
وبموازة ذلك ستستمر المعارك في المناطق السورية الاخرى بين مد وجذر حيث ستتوزع السيطرة بين الجيش السوري من جهة والمجموعات المسلحة في مناطق متعددة من سوريا ، لكن في الخلاصة لن يستطيع احد ان يحسم المعركة في سوريا بشكل كامل ونهائي ولن يكون الحل الا من خلال المفاوضات والحوار السوري – الاقليمي- الدولي.
وتتوقع مصادر دبلوماسية مطلعة ان تشتد المعارك في سوريا ومعظم دول المنطقة طيلة الشهرين المقبلين بانتظار التوصل الى اتفاق نهائي حول الملف النووي الايراني بين ايران والدول الكبرى ان في 30 حزيران المقبل او ما بعد هذا التاريخ. اذن لا معركة القلمون ستحسم الصراع حول سوريا وفيها ولا معركة جسر الشغور ومشفى جسر الشغور سيؤدي لحسم هذا الصراع، وكذلك الامر في اليمن والعراق وليبيا والبحرين ومصر ، فكل المعارك في هذه الدول لن تؤدي الى اية نتيجة سوى المزيد من القتل والدمار والتخريب بانتظار الحلول السياسية الداخلية او الاقليمية او الدولية التي ستفرض علينا من قبل القوى المؤثرة.
فلماذا اذن يستمر الصراع ؟
ولماذا لا نذهب جميعا الى الحوار والمفاوضات والبحث عن الحلول السياسية والتسويات فنوفر على الامة والاوطان والشعوب كل هذه التضحيات وكل هذه الدماء؟.
طبعا لا احد يتوقع ان يسمع المتصارعون هذا النداء او ان يستجيبوا له ، لان الاوضاع معقدة جدا ونحن في خضم صراع طويل لن ينتهي بسهولة وحتى ان اطراف الصراع المحليين والاقليميين لم يعودوا قادرين على الخروج منه بسهولة.
ومنذ عدة اشهر عندما التقيت بالمفكر الاسلامي السوداني الدكتور حسن مكي سألته: هل هناك ضوء في نهاية النفق الذي نمر فيه؟
فاجابني: لكن اليس المطلوب في البداية ان نحدد النفق الذي نحن فيه. وعندما سألته : لماذا لا تنهي القوى المحلية والاقليمية هذه الصراعات طالما انها تدرك انه لا فائدة منها ؟
فاجابني: انها غير قادرة على الخروج من هذه الصراعات لانها اصبحت محكومة بها وهي مسيرة وليست مخيرة.
اذن نحن امام مأزق مستمر، وحسم بعض المعارك لن ينهي الحروب القائمة في المنطقة، بانتظار التسوية الكبرى اي الى ما بعد 30 حزيران المقبل ان شاء الله.