بعلبك مدينة الحضارات التاريخية ومدينة الكوارث الإقتصادية وهي أعرق مدينة في العالم لكن وبسبب الإهمال من قبل الجهات المسؤولة عن التنمية فإنها تعاني اليوم من الحرمان الإقتصادي ومن الفقر.
فتوفر الأراضي الزراعية وغزارة المياه ووفرة يد العاملة الشابة إضافةً إلى ذلك الأثار الجاذبة للسياح، كل هذه الموارد تجعل من بعلبك مدينة إقتصادية بإمتياز ولكن غياب السياسات وارتفاع كلفة الإنتاج ونقص في الخدمات الإقتصادية والثقافية وغيرها من الخدمات وغياب المشاريع الإنمائية كل هذا الإفتقار المادي يجعل من هذه المدينة تعاني من الحرمان والفقر المادي "فزاد الطين بلة".
وفي سياق الحديث عن إهمال الدولة لهذه المدينة عن الساحة التنموية الإقتصادية في مدينة بعلبك فقد بادر أحد رجال الدين في المدينة إلى بناء مسجد هاملا بذلك إحتياجات ومتطلبات سكان هذه المدينة سواء على صعيد المشاريع الإنمائية لخلق فرص عمل أو على الصعيد التربوي والثقافي فقد بلغ عدد المدارس الرسمية في محافظة بعلبك –الهرمل 89 مدرسة أي ما نسبته 37 بالمئة كما تفتقر المنطقة لدور فاعل لجمعيات المجتمع المدني، والأندية الثقافية في التدخل لدعم المدرسة الرسمية، فيقتصر بعض الدور على تنظيم دورات تقوية للطلاب من قبل المنتديات الثقافية، وكأن بكل شخص يحاول "إنو يغني على موالو وبيعمل اللي في مصلحتو".
ففي محاولة رجال الدين لإثبات وجودهم في مدينة الشمس التي غابت عنها شمس الحياة الكريمة، قاموا ببناء مساجد وكأنها تفتقر لدور العبادة، فالجدير ذكره هنا أن بعلبك مشهورة بوفرة المزارات الإسلامية والمساجد. وتعليقا على هذا الموضوع، قال أحد شباب المدينة: مع احترامي لجميع الموجودين ..لكن عين بورضاي و بعلبك لا تحتاج الى جوامع..المشكلة مش بنقص الصلاة او الايمان ..يا اخواني المنطقة بدا مدرسة جامعة،طريق،مستوصف .وأضاف جهاد مستهزءاً : لكل مواطن مسجد ومأذنة ... رفاهية 5 نجوم . هذه الإنتقادات من فئة الشباب تبين لنا مدى استياء جيل المستقبل وأدمغة الوطن وأبناء مدينة الشمس من الحال التي وصلت اليه الآن .
ومن هنا نوجه صرخة لأصحاب النفوذ في بعلبك إلى نظر في حال سكانهم ومطالبهم من إقامة مشاريع تنموية تفيد هذه المنطقة ، تحسين الوضع التعليمي في المدارس والجامعات وأيضاً تحسين البنى التحتية " الطرقات،المياه،الكهرباء،الصرف الصحي .." .بالإضافة إلى ذلك تحسين الوضع الإقتصادي للأسر الفقيرة من خلال توفير قروض صغيرة لتمويل مشاريعهم الزراعية وإلى الإستفادة من الثروات الطبيعية