إن معركة القلمون ، جعلت من حزب الله يفرض طوقاً من الشلل على الحكومة اللبنانية ، وحيث أنه لم يتوفر للحزب حجة قوية ، وجدناه يدفع بحليفه العوني أن يضغط لجلب صهره رئيساً للجمهورية .
حزب الله ، بلا شك ، لا يريد شامل روكز قائداً للجيش ، حيث أنه ليس مأموراً لقراراته ، وبالطبع لم ينسَ الحزب كيف قام روكز في 7 أيار بحماية كل من طريق الجديدة وقريطم من جنده .
غير أن "جنون عون" وطمعه بالكراسي ، جعله يصدق أن حليفه يريد روكز قائداً ويريد منه رئيساً فإتجه لسياسة "صهري أو لا أحد" ، وبما أن سياسته لم تبصر النور ، وحسب ما أعلنه نواب الكتلة العونية أن هناك بوادر للاعتكاف ، لذا فالقرار "يطبخ على نار هادية " .
ولأن الحزب لم يعد يتحمل أكثر من اللوم ، ولا يحتاج لنقطة سوداء جديدة في ملفه اللبناني المتعب ، نراه وإثر فشله حتى الآن بجر الجيش اللبناني ليشاركه معركة القلمون ، يميل للاعتكاف في محاولة لإيقاف كل القرارت السياسية اللبنانية .
إلا أن وزر الاعتكاف لا يريد نصر الله أن يقع على وزرائه بالدرجة الأولى ، فنراه يدفع حليفه ميشيل عون للبدء به ليتبعه هو متحججاً ربما "بورقة التفاهم "
هذا ، لتظل كل الأمور مفتوحة بالنسبة للجانب اللبناني ، أما على الجانب السوري فالحزب مستمر بحربه على الرغم من الضرر الذي يلحق به ومن خسارته عدد من القادة .
وفي طور كل هذه المعطيات ، هناك في جانب آخر تحضير لمؤتمر المعارضة السورية في الرياض الذي رحّب به الائتلاف الوطني السوري المعارض .
وهذا المؤتمر يهدف أولاً إلى توحيد أطراف المعارضة في سوريا بدعم سعودي وقطري و أردني وتركي ، وبالتالي يصبح في المعركة السورية قوة موازية لقوة النظام المدعوم من حزب الله .
ولا شك أن المعايير قد اختلفت من جهة النظام الذي تخلى عنه حليفه الايراني من جهة ، وبدأت الحرب النفسية تؤثر بحزب الله الداعم له من جهة ثانية ، لذا فقيام دول الخليج بدعم المعارضة السورية وتوحيدها وتقويتها في هذا الوقت سيشكل مفترقاً بارزاً بالأزمة السورية وملفها .
وبالطبع ستشكل تجربة الشغور وإدلب ، حافزاً للمعارضة لتكرارها في مناطق أخرى .