ما زالت تطورات معركة القلمون مسيطرة على الواقع اللبناني السياسي والامني انتظارا الى مآلها , والترقب سيد الموقف لما سوف تؤثره على الداخل اللبناني , فغابت كل الملفات والتطورات الداخلية المتعلقة بالسياسة
السفير :
لم يطرأ أي توسع جغرافي جوهري على ميدان الاشتباكات التي تدور في جرود القلمون الغربي منذ أربعة أيام، وبقيت الاشتباكات محصورة في محيط عسال الورد والجبة فقط، ولم تنتقل إلى المناطق المجاورة، سواء شمالاً أو جنوباً، وهو ما يشير إلى أن ثمة عملية عسكرية مضبوطة الإيقاع، لم تكتمل فصولها بعد.
في هذه الأثناء، اتخذت القوى العسكرية والأمنية اللبنانية عند مداخل الضاحية الجنوبية وفي داخلها، في الساعات الأخيرة، سلسلة إجراءات أمنية مشددة لم تشهد مثيلاً لها منذ سنة تقريباً، وشملت التدقيق في تفتيش السيارات والدراجات النارية والمارة، فضلاً عن تدابير اتخذت في عمق الضاحية، بالتعاون مع شرطة اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية و «حزب الله».
هذه الجهوزية الأمنية العالية، رافقها تكثيف للعمل الاستخباري اللبناني، خصوصا في ضوء معلومات عن احتمال تحرك بعض «الخلايا النائمة» لتنفيذ أعمال إرهابية.
وبينما تركزت الاشتباكات في محيط الجبة بعد انسحاب المجموعات المسلحة من جرود عسال الورد، برزت مؤشرات إلى أن القلمون الشرقي قد لا يبقى بعيداً عن عدوى الحرارة التي أصابت توأمه الغربي، خصوصاً في ظل بعض التحركات التي يقوم بها تنظيم «داعش».
ولم يتمكن «جيش الفتح في القلمون» من مواصلة إنكاره لتقدم الجيش السوري و «حزب الله»، وهو ما واظب عليه طوال أمس الأول، فأصدر أمس بياناً أقر فيه بانسحابه من جرود عسال الورد، واضعاً هذا الانسحاب في سياق محاولة التصدي للهجوم واستنزاف المهاجمين، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي وراء الانسحاب هو «تسلل مقاتلي حزب الله من جهة لبنان».
النهار :
غابت التطورات الداخلية المتصلة بالملفات السياسية في الساعات الاخيرة وسط ترقب لمآل المعارك التي تدور على الحدود الشرقية المتاخمة للبنان، والتي بات واضحا ان وتيرتها البطيئة والمتدرجة ستبقي الواقع الامني الداخلي تحسبا لكل الاحتمالات والتداعيات التي قد ترتبها هذه المعارك. وجاء انعقاد مجلس الامن المركزي برئاسة وزير الداخلية نهاد المشنوق امس والذي ابقيت مقرراته سرية في اطار هذا الترقب واتخاذ كل الاجراءات المشددة اللازمة للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وسط تنفيذ الخطط الامنية في مختلف المناطق مع لحظ اولويات ملحّة لتشديد الرقابة الامنية من الاجهزة المعنية في هذا الظرف.
ولم تحمل المعطيات المتوافرة عن المعارك الدائرة على الحدود السورية - اللبنانية امس تطورات بارزة باستثناء تأكيدات لسيطرة "حزب الله" والقوات السورية النظامية على مواقع في منطقتي عسال الورد ومرتفعات القرنة الاستراتيجيتين، فيما استمر القتال امس. وأكد الحزب سقوط ثلاثة من مقاتليه في معرض نفيه تقارير تحدثت عن عدد اكبر لقتلاه، بينما أفادت معلومات ان المعارك تركزت امس على جرود منطقة الجبة التي تشكل النقطة الثانية في خطة "حزب الله" للمعركة وصولا الى منطقة قارة في جرود عرسال من أجل وصلها بجرود عسال الورد.
في غضون ذلك، كرر قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال جولة قام بها مع نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل على الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة الناقورة ان "قرار الجيش الحازم هو التصدي لاي اعتداء على لبنان من اي جهة اتى ومهما كلف ذلك من اثمان وتضحيات".
المستقبل :
في سياقٍ متماهٍ مع ما كان قد أكده مرجع عسكري رفيع لـ«المستقبل» لناحية أنّ الجيش اللبناني غير معنيّ بمعركة القلمون ودوره محصور فقط بالدفاع عن الأراضي اللبنانية، أتى تصريح قائد الجيش العماد جان قهوجي أمس ليعبّر بشكل حازم وجازم عن كون المؤسسة العسكرية غير معنيّة بالانخراط في أي من المعارك والحروب الدائرة خارج نطاق الخارطة الوطنية وخارج إطار «الواجب الدفاعي والأمني»، مشدداً خلال جولة ميدانية في الناقورة على أنّ «قرار الجيش الحازم هو التصدي لأي اعتداء على لبنان من أي جهة أتى». بينما برزت في المقابل على شريط متابعات شبكات التواصل الاجتماعي حملة شتم وتخوين منظّمة يشنّها جمهور «حزب الله» على الجيش لعدم مؤازرته الحزب في حرب القلمون السورية وذلك في محاولة واضحة وفاضحة لابتزاز المؤسسة العسكرية وجرّها نحو رمال القلمون المتحركة. وعلى خط ابتزازي موازٍ يتصل بمستجدات الأنباء المتوافرة حول صفقة إطلاق العسكريين المخطوفين، كشف مرجع رسمي أمس لـ«المستقبل» عن محاولة الخاطفين «تجاوز بعض القواعد والمعايير المتفق عليها لإنجاز الصفقة في إطار سعيهم لتحسين شروطهم في ربع الساعة الأخير»، موضحاً أنّ هذا الابتزاز الذي يُمارسه الخاطفون يتعلّق «بالشق المالي من الصفقة».
وإذ شدد على كون عملية التفاوض لإبرام صفقة تحرير العسكريين «مستمرة وقائمة ولم تتأثر بموضوع القلمون» وأنها وصلت إلى خواتيمها وتنتظر فقط «الانتهاء من تحديد آلية التنفيذ»، قال المرجع الرسمي إنه مع دخول الصفقة المرتقبة ربع ساعتها الأخير منذ أيام حاول الخاطفون أن يقوموا بعملية التفاف وابتزاز «لرفع السقوف وتحسين الشروط قبيل إنجاز عملية التبادل تماماً كما قد حصل في السابق إبان عملية المقايضة لتحرير مخطوفي أعزاز»، واضعاً الشريط المصوّر الأخير الذي بثّه الخاطفون للأسرى العسكريين في إطار «أولى حلقات هذا الابتزاز».
الجمهورية :
في ظلّ المخاوف من انعكاس هذه المعركة على الداخل اللبناني برزَت إشارتان: الأولى عسكرية-أمنية، بأنّ الجهوزية تامّة لمواجهة أيّ طارئ داخلي أو على الحدود التي يضبطها الجيش اللبناني بشكل محكَم من الحدود البقاعية إلى الحدود الجنوبية، وفي هذا السياق أكّد قائد الجيش العماد جان قهوجي من الناقورة أمس أنّ «قرار الجيش الحازم هو التصَدّي لأيّ اعتداء على لبنان من أيّة جهة أتى».
والإشارة الثانية سياسية، بأنّه على رغم حِدّة الانقسام حول أهداف هذه المعركة وخلفيّاتها ونظرةِ كلّ طرَف سياسي إليها، إلّا أنّ الثابتة المتمثّلة باستمرار الحكومة والحوار ما زالت تشَكّل القاعدة الأساس لدى 8 و14 آذار.
وفي موازاة ذلك، من المتوقّع أن يواصل تكتّل «الإصلاح والتغيير» تصعيدَه من باب التعيينات الأمنية، فيما يبدو أنّ اللقاء المرتقَب بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع أصبح وشيكاً.
وغابت الحركة السياسية في البلاد أمس وغابت معها معالجة الملفات والاستحقاقات، وفي مقدّمها الاستحقاق الرئاسي، عِلماً أنّ عدّاد جلسات انتخاب رئيس جمهورية جديد سيرتفع الأربعاء المقبل إلى رقم 24، مع غياب أيّ مؤشّر يَشي بإمكان التوافق على الرئيس العتيد.
وإلى الهَمّ الرئاسي ظلّ الهَمّ التشريعي عَصيّاً على الحلّ، في ظلّ تمسّك الأطراف المسيحية بتشريع الضرورة، فيما يَسلك مشروع الموازنة العامة طريقَه إلى الإقرار، وهو على موعد مع جلستين حكوميتين الإثنين والأربعاء المقبلين. أمّا التعيينات للقادة العسكريين والأمنيين فظلّت عقدةَ العقَد، وسط رفض رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون التمديدَ، والإصرار على التعيين.
في الموازاة، طغى الوضع الحدودي على الاهتمامات السياسية والأمنية، بدءاً من الحدود البقاعية وسط ترقّب لسَير المعارك في جرود القلمون في ظلّ تنامي الحديث عن استعدادات لهجوم أكبر وأوسع يعدّه «حزب الله» وجيش النظام السوري ضدّ المسلحين، بعد تحقيق مزيد من التقدّم والسيطرة على مناطق في جرود الجبّة عقبَ معارك عنيفة مع المسلحين، مروراً بالحدود الجنوبية حيث تَفقّدَ وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي الوحَدات العسكرية المنتشرة في منطقة الناقورة، فيما حضَر الوضع الأمني في اجتماع مجلس الأمن المركزي.
قهوجي
البلد :
تسير المعارك في القلمون وجرود الحدود اللبنانية - السورية على رسلها من دون ان يكون لها تأثير مباشر حتى الساعة على الداخل اللبناني عسكرياً وامنياً وسياسياً ولا سيما على بلدة عرسال ومخيمات النازحين فيها وحياة العسكريين المختطفين لدى تنظيمي داعش والنصرة الارهابيين.
ميدانياً غداة سيطرة "حزب الله" والجيش السوري على جرود عسال الورد في القلمون، تركزت المعارك امس على جرود منطقة الجبة، حيث استهدفت قوات "الحزب" المسلحين بالقصف، بعد انكفائهم اليها امس الاول. وأفضت المواجهات الى سيطرة وحدات الحزب على حرف المحمضان وقرنة وادي الدار وحرف جوار الخراف في جرود الجبة. وأكدت "جبهة النصرة" ان "جيش الفتح تمكن من ايقاع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف حزب الله" والجيش السوري واستنزافهم في جرود عسال الورد. واوضح "حزب الله" في بيان أن "عدد شهداء المقاومة في هذه المواجهات ثلاثة من المجاهدين الذين نالوا شرف الشهادة وتم ابلاغ عائلاتهم الشريفة بذلك"،نافيا ما تردد في الاعلام عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وليس بعيدا، وبعد المعلومات التي بثها بعض وسائل الاعلام عن استنفار في صفوف النازحين السوريين في عرسال، وتوجه بعضهم الى الجرود تلبية لدعوة وجهتها اليهم "جبهة النصرة" للجهاد، أكد نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي ان "حركة أهالي عرسال محدودة جدا وبالكاد يستطيعون الوصول الى معاملهم ومزروعاتهم ومناشرهم في الجرود، فكيف يمر المسلحون على الحواجز العسكرية؟
الاخبار :
لليوم الثالث على التوالي، استمر تقدّم مقاتلي حزب الله والجيش السوري في جرود جبال القلمون بين لبنان وسوريا، في اشتباكات «موضعية» مع مسلحي المعارضة السورية، ولا سيّما إرهابيي «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة».
وبعد التقدّم الكبير أول من أمس في جرود بلدة عسال الورد السورية ووصلها بجرود بريتال اللبنانية، وتشكيل طوق على المسلحين يقطع طريقهم جنوباً في الجبال ومن الجنوب الشرقي باتجاه الزبداني، تابعت القوات المهاجمة طرد المسلحين من جرود الجبة، وسيطرت على عدة بقعٍ في الجبال، بينها «صير عز الدين» و«وادي الديب» و«شميس عين الورد» و«قرنة جور العنب». ومن المتوقّع أن يستمر التقدّم اليوم وبسط كامل السيطرة على جرود الجبة، وسط حالة من الانهيار في صفوف المسلحين، الذين فرّوا في اتجاه جرود بلدة فليطا التي لا تزال طرقاتها مفتوحة باتجاه جرود عرسال اللبنانية. وبحسب المعلومات، فإن التقدّم الذي يحرزه الجيش السوري وحزب الله يذكي الخلافات بين الفصائل المسلحة، ويدفعها إلى تبادل تهم التخوين، في ظلّ سعي بعضها إلى إبرام تسوية مع الحكومة السورية لتسوية أوضاع المسلحين.
وترجّح مصادر متابعة أن تكون «المعركة في طلعة موسى، حيث يتحصّن المسلّحون ويقيمون السواتر والدشم، مع وجود خطوط إمداد مفتوحة باتجاه جرود عرسال».