بعد عقود من رفع شعارات "الموت لأميركا"، يبدو أن طهران لم ترغب بمزيج من "الموت لأميركا" أو مناهضتها بعد الاقتراب من التوقيع على اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني.

  فعلى مدى 10 أيام، اعتلت صور الفنانين بابلو بيكاسو والفنان السريالي البلجيكي رينية ماغريت وهنري ماتيس لوحات الإعلانات في شوارع طهران الرئيسية التي تحولت إلى معرض فني.

  كذلك احتلت لوحات عالمية، مثل لوحة "الصرخة" The Scream لإدوارد مونش، ولوحة "ابن الإنسان" The Son of Man لماغريت أماكن بارزة في طهران.  

وكانت شعارات الموت لأميركا تغزو لوحات الإعلانات في شوارع طهران إلى جانب "صور الشهداء" خلال الحرب مع العراق، بالإضافة إلى الإعلانات التجارية العادية.

  ولكن بين عشية وضحاها، ظهر وجه آخر للعاصمة الإيرانية، كجزء من مشروع يأمل عمدة طهران أن يشجع سكان العاصمة على زيارة المتاحف تحت عنوان "معرض كبير بحجم المدينة".

  وبسبب هذا المشروع الفني، احتلت الأعمال الفنية للفنانين المحليين والأجانب محل الشعارات المناهضة لأميركا، وفقاً لما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.

  وهذه اللوحات من بين 700 لوحة غزت لوحات الإعلانات البالغ عددها 1500 لوحة إعلانية في طهران، وتبرز بعضاً من أبرز الفنون الإيرانية على مدى عصور.

  وتصادفت هذه الحملة مع اقتراب إيران والدول الست الكبرى من التوقيع على اتفاق نووي بشأن برنامج طهران النووي.

  وتحظى هذه الحملة بترحيب من قطاع كبير من سكان العاصمة الإيرانية خصوصاً عبر الإنترنت والصحافة المطبوعة.  

يشار إلى أنه في العام 2007 أثار السياسي الإيراني الإصلاحي البارز هاشمي رافسنجاني جدلاً واسعاً عندما ألمح إلى أن الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني سعى إلى إسقاط شعار "الموت لأميركا".  

فقد كشف رافسنجاني في مذكراته أن الخميني اتخذ هذا القرار خلال الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988.

  وقال رافسنجاني إن الإمام الخميني وافق على ذلك، ولكنهم كانوا ينتظرون الفرصة المناسبة للعمل بهذا القرار.