عنوان واحد اليوم سيطر على الصفحات الاولى للصحف اللبنانية , القلمون , هل بدأت أو لم تبدأ , وهل ما يحصل هو معركة أو مناوشة , وما هي التوقعات والنتائج , والجيش اللبناني يستنفر داخل الحدود اللبنانية .
السفير :
فشلت جميع محاولات «جبهة النصرة» في إجهاض المواجهة في القلمون أو على الأقل تأخير انطلاقتها.
فلا «الضربة الاستباقية» تمكنت من إحداث اختراق على جبهة القلمون، كان الهدف منه، في حال حدوثه، تشتيت جهود الجيش السوري و «حزب الله» وعرقلة تحضيراتهما للمعركة المرتقبة، ولا الإعلان المتسرع عن تشكيل «جيش الفتح في القلمون» نجح في إحداث أي تأثير نفسي أو معنوي، كان القائمون على تشكيله يتوقعون حصوله، استناداً إلى تداعيات الشمال السوري.
بل على العكس تماماً، فإن الضربة الاستباقية دفعت الجيش السوري و «حزب الله» إلى شن هجوم معاكس، أدى إلى تحقيق مكاسب سريعة على الأرض والسيطرة على العديد من التلال الحاكمة في المنطقة، تمتد على مساحة نحو 100 كيلومتر مربع.
وعلى الرغم من هذه التطورات الميدانية المتسارعة، إلا أن هذه العمليات لا تشكل المعركة الحقيقية في القلمون كما قالت مصادر ميدانية، وربما تندرج فقط في سياق التحضير والتمهيد وجس النبض.
كما أن تشكيل «جيش الفتح»، وبدل أن يؤدي دوراً في إطار الحملات الإعلامية والحروب النفسية المتبادلة، فقد كشف عن وجود تخبط وإرباك ضمن صفوف الفصائل المسلحة في القلمون، وأثبت عدم وجود اتفاق في ما بينها على التوحد ضمن «جيش واحد» على نحو ما حصل في إدلب قبل أسابيع.
وبالرغم من أن الفصائل المسلحة تمكنت قبل يومين من التقدم نحو نقطتين في جرود عسال الورد، كانتا تحت سيطرة الجيش السوري و «حزب الله»، إلا أن «معركة الفتح المبين» التي أعلن عنها «تجمع واعتصموا» الاثنين الماضي فشلت فشلاً ذريعاً في إحداث أي اختراق نوعي يمكن أن يؤثر في مصير منطقة القلمون استراتيجياً، ليبقى التقدم نحو النقطتين السابقتين مجرد خطوة محدودة في سياق الكر والفر بين الطرفين.
واضطرت «جبهة النصرة»، بعد أن تبين أن «الضربة الاستباقية» فشلت في تحقيق أهدافها، إلى الإعلان عن تشكيل «جيش الفتح في القلمون»، لعل هذا الإعلان يرفع من معنويات مقاتليها ويؤثر بشكل ما في مسار معركة «الفتح المبين». غير أن هذا الإعلان فشل، بدوره، في إحداث أي فرق على أرض الميدان، خاصةً أنه جاء متسرعاً وغامضاً على عكس الإعلان عن «جيش الفتح في إدلب».
النهار : إذا كانت جلسة مجلس الوزراء امس حملت توجهات ايجابية من حيث تفاهم سياسي على اقرار الموازنة والمضي في جلسات متعاقبة من اجل استكمال هذا "الانجاز"، فإن الامر على اهميته لا يحجب واقعاً "مأسوياً" يتمثل في ان الحكومة بدت "آخر من يدرك" مجريات التطورات الميدانية الجارية على الحدود اللبنانية – السورية بدليل ان أي توقف عند هذه التطورات لم تشهده الجلسة. ولعل الأسوأ من ذلك ان تغدو "حماية الوضع الحكومي" افضلية او اولوية تتقدم كل الاولويات ويجري تحت هذا الشعار "تحييد" مجلس الوزراء عن خطر داهم تجنبا لانقسام حكومي فيما بدأت مناطق لبنانية واسعة ترزح تحت وطأة المخاوف من تمدد تداعيات معارك القلمون الصغيرة والكبيرة اليها.
في غضون ذلك، لفّ الغموض الوضع الميداني المتاخم للحدود الشرقية مع سوريا في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة، على رغم ان مناطق البقاع الشمالي وبعض البقاع الاوسط عاشت أجواء شديدة الحذر على وقع اصداء المعارك التي دارت في المقلب السوري من الحدود.
وبصرف النظر عما حملته المعلومات والمعطيات المتناقضة والغامضة عما جرى امس على الجبهة الجردية التي كان "حزب الله" منخرطاً في القتال فيها مع وحدات من قوات النظام السوري في مواجهة مع التنظيمات المسلحة المعارضة للنظام، طغى هذا التطور على الاهتمامات الداخلية خصوصا بعدما برزت ليل الاربعاء الماضي ملامح تمدد محتمل لوتيرة التسخين الميداني نحو البقاعين الاوسط والغربي الامر الذي أشاع مزيدا من الاجواء المشدودة.
وقالت مصادر وزارية معنية بمتابعة هذه التطورات لـ"النهار" ان المعطيات العامة المتوافرة لدى الجهات الرسمية عن الحدود الشرقية تفيد أن هناك 18 فصيلاً للمعارضة السورية تشارك في القتال الذي يدور حاليا بصورة رئيسية بين الجيش النظامي السوري و"حزب الله" وكوادر إيرانية من جهة و"جبهة النصرة" و"الجيش السوري الحر" من جهة أخرى، وأن مسرح العمليات هو على مساحة طولها 40 كيلومترا وعمقها 17 كيلومتراً وهي تقع في منطقة ضبابية حول الحدود بين لبنان وسوريا بحيث يصعب أحيانا معرفة أين هي الاراضي اللبنانية وأين هي الاراضي السورية. وتحدثت عن محاولات إعلامية لتوريط الجيش اللبناني في هذه المعارك مما استدعى تحركا رسميا في اتجاه الدول الكبرى المعنية لتأكيد عدم صلة لبنان بها والتشديد على أن دور الجيش اللبناني محصور بحماية الحدود اللبنانية والسكان داخل الاراضي اللبنانية، كما سبق للجيش ان أكد ذلك تكراراً.
المستقبل :
بينما يقف «حزب الله» على شفير معركة طاحنة مع فصائل المعارضة السورية متحسّباً حابساً أنفاسه خشية انقطاعها في مستنقع القلمون «الفييتنامي»، طغت خلال اليومين الأخيرين مناوشات كرّ وفرّ على هذه الجبهة بين الجانبين تحدث كل منهما إعلامياً عن تكبيد الآخر خسائر جسيمة في الأرواح وتحقيق مكاسب ميدانية على عدد من المحاور الجردية. أما على الجبهة الوطنية المتوجّسة من تداعيات وانعكاسات ارتكابات الحزب الدموية في سوريا على الاستقرار الهشّ في لبنان، فالرهان كان وسيبقى على المؤسسة العسكرية للحؤول دون انزلاق البلد في أتون النيران المحيطة، وقد شدد مرجع عسكري رفيع لـ«المستقبل» على أنّ الجيش اللبناني غير معنيّ بمعركة القلمون، قائلاً رداً على سؤال عن دور الجيش في حال اندلاع هذه المعركة: «نحن ندافع فقط عن لبنان، ودور الجيش واضح في الدفاع عن أرض الوطن وحدوده ولا علاقة له بأي أمر آخر» خارج هذا النطاق.
وعن الاشتباكات التي حصلت في المنطقة الجردية خلال الساعات الأخيرة، أوضح المرجع العسكري أنّ ما حصل أمس كناية عن «مناوشات عسكرية متقطعة في القلمون سُمعت أصداؤها على الحدود اللبنانية» مؤكداً «عدم وجود معارك ضخمة بعد بالمعنى العسكري للكلمة» في تلك المنطقة، مع الإشارة في الوقت عينه إلى أنّ «المعارك التي دارت خلال اليومين الماضيين في الجرود المحاذية لبلدة بريتال إنما هي كانت محصورة داخل أراضٍ سورية وليس لبنانية».
كرّ وفرّ
وفي إطار النتائج الميدانية لاشتباكات الكرّ والفرّ الجردية بين الفصائل الأسدية بقيادة «حزب الله» وفصائل المعارضة السورية، بثّ الحزب أمس عبر إعلامه الحربي أنباء تشير إلى سيطرة مقاتليه على تلة قرنة النحل وعسال الورد بعد معارك خاضها مع المجموعات المسلحة السورية تحت غطاء مدفعي وصاروخي وجوي كثيف أسفر عن مقتل عشرات المقاتلين السوريين، بينما عادت الفصائل السورية المعارضة لتعلن في وقت لاحق عبر مواقعها الإخبارية عن استعادة «جيش الفتح في القلمون» نقاط عسكرية من الحزب قرب الزبداني وتكبيده خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وفي السياق عينه، أفاد «تجمّع إعلاميي القلمون» عن مقتل القيادي في «حزب الله» فادي الجزار الملقب (أبو العباس) خلال اشتباكات جرود بريتال، بالإضافة إلى مقتل عدد من قياديي وعناصر الحزب في المعارك الدائرة في القلمون من بينهم خالد فرحات وعلي حيدر وحسن الحاج حسن وعماد نصر الدين وحسن عاصي. علماً أنّ «حزب الله» كان قد أعلن من جهته مقتل القياديين في الحزب حمزة حسين زعيتر وعلي خليل عليان.
الديار :
نجح الجيش العربي السوري وحزب الله في تحقيق انجازات كبرى في جرود القلمون، من خلال عملية عسكرية واسعة، مع تأكيد مصادر ميدانية ان هذا الانجاز لا يتعلق بالعملية الكبرى.
وقد تمكن مقاتلو الجيش العربي السوري وحزب الله، وبعد رصد دقيق، من الوصول الى جرود عسال الورد من الجهتين اللبنانية والسورية وطرد المسلحين منها، وربط جرود عسال الورد والجبة السوريتين بجرود بريتال اللبنانية. كما تم فصل جرود عرسال اللبنانية من منطقة الزبداني السورية وسرغايا ومضايا. وحسب المعلومات فان هذه العملية تمت بنجاح ومن دون خسائر.
وقد تمت السيطرة في عملية امس على مساحات واسعة من الجانبين اللبناني والسوري بلغت اكثر من 100 كلم مربع، وتضمنت عشرات التلال والمغاور والمواقع والنقاط العسكرية والمعسكرات التي شكلت ملاذاً للمسلحين، كما تمت السيطرة على النقاط الآتية: ضهر الوعرة الشمالية، مشروع الخضار الفوقاني، حرف البتراء، حرف زند التنور، مرتفع الوشن، فيع الديشارة، حرف وادي الصغير، جبل المنار، مشروع الخضار التحتاني، حرف الدفرات، فيع الخمرة، رام الحلاقين الغربي والشرقي، مشروع الموادين، حرف الديشارة، مجموعة تلال قرنة النحلة، حرف الوسطاني، فيع شعب الجماعة، ضهر العريض وفيع العريض، عقبة صالح، وادي الكنيسة ومرتفع وادي المغارة.
الجمهورية :
أكّدت مصادر سياسية بارزة لـ«الجمهورية» أنّ معركة القلمون ستكون حرباً مِن الصعب أن يتمكّن فريقٌ من حَسمِها سريعاً، نظراً لاستراتيجية المعركة وعلاقتِها بمصير سوريا، وهل ستتوحّد أم ستتقسّم.
وقالت إنّ معركة القلمون اليوم ليست بين القوى الموجودة على الأرض فقط، بل يدخل فيها التحالف العربي ـ الغربي ضدّ الإرهاب من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى بحكم مجاورةِ المنطقة للجولان. وتتحدّث معلومات عن تلقّي «جبهة النصرة» دعمَ أطرافٍ كانوا حتى الأمس يتّهمونها بالتكفير والإرهاب.
وبالنسبة إلى لبنان، فإنّ الخطورة تكمن في أنّ الحدود المفتوحة بين لبنان وسوريا تجعل حربَ القلمون تمتدّ حُكماً إلى الأراضي اللبنانية جوّاً وبرّاً. وفي ضوء معركة القلمون سيتقرّر مصير عرسال.
وحتى الآن، فإنّ الجيش اللبناني، وخلافاً لما تَذكر المصادر المشاركة في الحرب حاليّاً، لا يزال خارج إطار المعارك، وهو يلتزم المحافظة على الحدود اللبنانية ـ السورية، ولكنْ في حال تطوّرت الأمور سيكون حاضراً للدفاع عن السكّان وعن المناطق اللبنانية التي تتعرّض للقصف من خارج الحدود.
مواجهات عنيفة
وكانت مواجهات عنيفة دارت أمس بين الجيش السوري و«حزب الله» من جهة والمسلحين من جهة أخرى، وأسفرَت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين وفرارِ آخرين، وانتهَت بسيطرة الحزب والجيش السوري على جرد عسال الورد بمساحة 100 كلم مربّع تتضمّن عشرات التلال والمغاور والمعسكرات والنقاط العسكرية.
وأكّدت مصادر ميدانية لـ«الجمهورية» أنّ «هذا التقدّم يختلف عن العملية العسكرية الكبرى المعَدَّة للقلمون وأنّ المعركة الكبرى لم تبدأ بعد وسيُعلن عنها في الوقت المناسب».
من جهتها، أوضحَت مصادر مطّلعة على سير المعارك لـ»الجمهورية» أنّ ما حصل في جرود القلمون كان عملية ميدانية تمهيدية تمَّت خلالها توسِعةُ المنطقة الممتدّة من جرود الطفيل حتى عرسال، بحيث إنّه تمَّ وصلُ جرود عسال الورد بجرود شرقي بريتال، وكذلك تمّ الفصل بين جرود عرسال والزبداني، وسيطرَ مقاتلو «حزب الله» على مجموعة تلال استراتيجية ستَخدم العمليات العسكرية المنتظَرة في الأيام المقبلة».
وكانت جبهة «النصرة» قالت عبر «تويتر»: «إنّنا نبشّركم بطرد ميليشات حزب الله من النقاط التي أحدثوها وبمقتلِ نحو 40 عنصراً على أيدي أبطال «جيش الفتح» في القلمون».
اللواء :
استعادت معركة «القلمون» التي بدأت قبل أكثر من 48 ساعة من دون إعلان رسمي تداعيات تدخل حزب الله في الحرب السورية، بدءاً من معركة القصير، وما ترتب عليها من انقسام داخلي، كاد يُهدّد الاستقرار ولعل من نتائجه غير المباشرة الفراغ الرئاسي، بعدما تمسك الرئيس ميشال سليمان بإعلان بعبدا.. كما احيت مشاعر القلق من استعادة 7 أيّار عام 2008.
وفي الوقت الذي كانت فيه الأنباء عن «الكر والفر» في معارك القلمون تتوارد تباعاً، كانت حكومة الرئيس تمام سلام تضع موازنة الـ2015 على طاولة النقاشات في مجلس الوزراء.
القلمون: معركة طويلة .. والحسم صعب
واحتلت المعارك الجارية، والتي احتدمت بدءاً من صباح أمس، باهتمام الأوساط العسكرية والاستراتيجية اللبنانية والأجنبية على حدّ سواء، نظراً لما يترتب عليها من نتائج ميدانية وسياسية خطيرة، تتصل بمصير النظام في سوريا وبقدرة حزب الله على تبرير دوره في ما إذا فشل في منع المسلحين السوريين من دخول الأراضي اللبنانية.
ووصف خبير استراتيجي وعسكري معني لـ«اللواء» الوضع بأنه عبارة عن «كر وفر» مشيراً إلى ان المعركة لا يمكن ان تكون خاطفة، بل هي طويلة ومصيرية بالنسبة للنظام السوري، فسقوط القلمون بيد «جبهة النصرة» والمعارضة يعني سقوط دمشق بعد محاصرتها من أكثر من جهة..
وفسّر الخبير الكبير حشد طرفي المعركة: المعارضة السورية بكل فصائلها والنظام السوري وحزب الله لعشرات الآلاف من الجنود والمقاتلين لما يوليه الفريقان المتقاتلان لهذه المعركة المصيرية.
واستبعد هذا الخبير ان ينتصر طرف في المعركة، معتبراً ان تراجع حزب الله إلى المنطقة اللبنانية يعتبر هزيمة غير قادر على تحملها، الأمر الذي يفسّر بدوره الاعداد القوي لهذه المعركة.
واستبعد مصدر عسكري ان يكون الجيش اللبناني طرفاً في هذه المعارك، ما لم يتقدّم المسلحون السوريون الي داخل لبنان، فالجيش معني فقط بالدفاع عن القرى والأراضي اللبنانية.
وفي الوقت الذي أعلن فيه «جيش الفتح» في القلمون ان 40 عنصراً سقطوا في الاشتباكات مع المعارضة السورية، بثت قناة «المنار» التابعة للحزب مشاهد خاصة من تلة النحلة المطلة على جرود بلدة عسال الورد التي سيطر عليها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله في وقت سابق (وفقاً لتقرير المحطة الناطقة باسم حزب الله).
وقالت مصادر حزب الله ان الجيش السوري وحزب الله تمكنوا من السيطرة على مرتفع القرنة المؤلف من 3 تلال، بعد اشتباكات عنيفة ومتقطعة في وادي الضريج. فيما نفى «جيش الفتح» ان تكون هذه المعلومات صحيحة.
واعتبر رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان ما حصل من هجمات وتقدم للجيش السوري وحزب الله لا يعتبر «تقدماً» استراتيجياً والمعارك ليست بالحجم الذي يصوره الإعلام..
ومساءً سقط ثلاثة صواريخ سورية داخل الأراضي اللبنانية، الأوّل قرب مزرعة شخص من آل يزبك بين بلدتي يونين ونحلة في البقاع الشمالي والثاني غربي مدينة بعلبك والثالث في المدينة.