ماذا سيقول نصرالله غدا؟ سؤال يدور بأذهان جميع اللبنانيين إن كانوا في لبنان وخارجه، فكما عهدنا الأمين العام لحزب الله، في كل إطلالة يدافع ويهاجم من يخالفه الرأي ويناصر من يقود المشروع الفارسي، يبدو وبحسب المستجدات في المنطقة أنه ربما "سيحن" قلبه على الآلاف من العائلات الشيعية التي لا تربطها بالحزب سوى علاقة الطائفة الشيعية فيخفف بذلك لهجته الخنفشارية لتهدئة الأوضاع خصوصا أنه يبدو الآن وحيدا مع بشار الأسد.
فالسيد، لم يحاول أن يظهر يوما إنكساره امام جمهوره ودائما كانت الوعود والتبجح بالإنتصارات عنوان خطاباته، حتى لو كان مهزوما، لكن غدًا وبكل بساطة إن أقدم على هذه الخطوة فهذا دليل على الإنهزام الذي لحق بهذا الحزب، فبعد التهنئة التي تلقاها وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" من نظيره الإيراني "جواد ظريف" بمناسبة التعيينات، والتي تعتبر تكتيكا إيرانيا من أجل المصلحة الوطنية، واضعة الحزب خارج إعتباراتها، سنجد ان نصرالله يهلل به في الغد وسيلفت النظر إلى أن التغييرات التي حصلت في المملكة هي دليل على زوال آل سعود وعلى ضعفهم، محاولا أن يتناسى حقيقة معنى تعيينات الفئة الشابة الجديدة في المملكة.
ولن يغب عن نصرالله، حديثه عن معركة القلمون، فسيعتبر أن تهديد النصرة لم يكن كافيا لتأجيل المعركة والتي ترددوا كثيرا في بدئها، وبأن الحزب في كامل جهوزيته لتحرير القلمون، في حين أنه لن يعترف أن التأخير في المعركة يعود للخطوة التي قامت بها إيران تجاه السعودية.
بين الواقع اللبناني والمشروع الفارسي، يتأرجح نصرالله غدا في خطابه، وبين محاولة للملمة الخسائر التي تكبدوها في سوريا خصوصا في الفترة الراهنة حيث سمعنا عن تشييع لستة من مقاتليه، سيحاول نصرالله أن يقنع جمهوره بأنه منتصر.
ختاما، قال علي بن أبي طالب (ع):"الإعتراف بالحطأ فضيلة"، فهل سيعترف نصرالله بالمأزق الذي أوقع لبنان به ألو وهو المتعلق بالجري وراء إيران؟