قالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة» إن جهوداً تُبذل في إسطنبول جنوب تركيا لتوحيد «البندقية الإسلامية» المعارضة، والتنسيق بين «حركة أحرار الشام» بزعامة هاشم الشيخ و «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش، بالتزامن مع اندماج «فيلق الشام» في «أحرار الشام» خلال الساعات المقبلة. ويضع ذلك تحت مظلة واحدة حوالى 70 ألف مقاتل ينتشرون في شمال سورية ووسطها وقرب دمشق التي اندلعت معارك عنيفة أمس في غوطتها الشرقية للسيطرة على خط إمداد للمعارضة، فيما تردَّدت أنباء عن قرب اندلاع معركة القلمون قرب حدود لبنان.
ونُشرَت أمس صُوَر على مواقع التواصل الاجتماعي، جمعت قائد «جيش الإسلام» الذي يتّخذ من غوطة دمشق مقراً له وقائد «أحرار الشام» الذي يتخذ ريف حلب مقراً، مع القائد السابق لـ «صقور الشام» أحمد عيسى الشيخ في إسطنبول، بعد أيام على نشر «جيش الإسلام» فيديو تضمّن عرضاً عسكرياً شاركت فيه مدرّعات وأسلحة ثقيلة لمناسبة تخرج 1700 مقاتل. وأوضحت المصادر أن عيسى الشيخ يبذل جهوداً تدعمها تركيا ودول في المنطقة لوقف التوتر بين علوش والشيخ و «السير نحو توحيد الجهود أو الاندماج»، أسوة بما فعل هو (عيسى الشيخ) عندما قرر دمج «صقور الشام» في «أحرار الشام» تمهيداً لتشكيل «جيش الفتح»، وخوض معركة السيطرة على إدلب في شمال غربي البلاد نهاية الشهر الماضي.
وكتب عيسى الشيخ الذي يتحدّر من جبل الزاوية في إدلب، على حسابه في «تويتر» أمس: «انتظروا ما يثلج صدور قوم مؤمنين ويغيظ الحاسدين الحاقدين»، بعد ساعات من كتابة الشيخ على حسابه أن «حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام، شقيقان أمُّهما الثورة السورية وأبوهما الإسلام». كما كتب عضو مجلس شورى «الجبهة الإسلامية» عبدالكريم الكردي أن ليست هناك خطة لـ «الاندماج، لكن خير أكثر من هذا نرجو من الله أن يحرر أرض الشام».
وحصل توتُّر بين «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» على خلفية وجود الأولى في الغوطة الشرقية لدمشق وانضمام مقاتليها إلى «فيلق الرحمن» الأمر الذي رفضه «القضاء الموحّد» في الغوطة بقيادة علوش.
وتسلم الشيخ قيادة «أحرار الشام» بعد اغتيال مؤسسها حسان عبود (أبو عبدالله الحموي) بغارة غامضة في ريف إدلب، قبل بدء التحالف الدولي - العربي ضرباته الجوية الصيف الماضي، علماً أن هذه الفصائل الإسلامية سبق أن عملت تحت مظلة «الجبهة الإسلامية» في أماكن من سورية أو «الجبهة الشامية» في حلب.
وأوضحت المصادر المعارضة أن تركيا وضعت ثقلها لـ «توحيد» الفصيلين، كما فعلت قبل معركة إدلب، ما يُفسّر سفر علوش من غوطة دمشق إلى إسطنبول. وأشارت إلى أن «فيلق الشام» التابع لـ «الإخوان المسلمين» ويضم بين سبعة وتسعة آلاف مقاتل، سينضم إلى «أحرار الشام» خلال ساعات، ضمن خطوات لـ «توحيد بندقية المعارضة الإسلامية». وأوضحت أن هذه الخطوات تعني انضواء حوالى 37- 39 ألف مقاتل من «أحرار الشام» وحوالى 30 ألفاً من «جيش الإسلام» تحت مظلة واحدة. وتوقعت المصادر أن تنعكس الخطوات الجديدة على المعركة المتوقَّعة للسيطرة على مدينة حلب «خلال أسابيع».
ولا يشمل المكوّن الجديد مقاتلي «الجيش الحر» جنوب سورية الذين يبلغ عددهم حوالى 35 ألفاً، أو مقاتلي «جبهة النصرة» الذين يقاتل حوالى 1200 منهم مع «جيش الفتح» في إدلب، بالتزامن مع أنباء عن قرب اندلاع معركة عنيفة في القلمون، إذ بثّت «النصرة» أمس على حسابها في «تويتر» صوراً لمقاتليها يتدرّبون على صواريخ مضادة للدروع قرب حدود لبنان.
واندلعت معارك عنيفة على قرية ميدعا شرق دمشق، بعد شن القوات النظامية السورية هجوماً لإحكام قبضتها على معقل «جيش الإسلام»، بقطعها آخر طرق إمداد المعارضة.