من المعروف أن لكل طاغية نهاية ونهاية مشؤومة ، فإسلامياً ، فرعون شق عليه البحر وأطبق ، وعلى مستوى النازية والفاشية هتلر مات منتحراً وموسيليني قد أعدم ، أما على صعيد طغاة القرن الواحد العشرين في الدول العربية فصدام حسين أعدم كأضحية صباح العيد ، أما حسني مبارك(فتنازل لشعبه) ليسجن ويتعرض للإذلال ، فيما القذافي مات مقتولاً ...
هي نهاية حتمية (ومتوقعة) لكل الطغاة ولكل من فتك بشعبه وفظّع وأجرم ناحراً الإنسانية وكأنه رب البشر على الأرض ، فالملك لا يدوم ،وعلى الباغي تدور الدوائر .
لنتساءل هنا ما هو مصير الطاغية الأكبر على امتداد الزمن "بشار الأسد " ، فهذا الفرعون الذي اغرق سوريا وأهلها ببحر من دماء ، تناسى سوء الخاتمة ، وأن ما من استبداد سيدوم ، وها قد بدأ ديدان الفوضى ، تنهش بفصائلة ، فعبد الحليم خدام انشق عنه وهرب ، أما غازي كنعان فدبروا له حادثة انتحار وقاموا بتصفيته والأمر سيان لرستم غزالة الذي كان يتغذى على لحوم البشر فالنظام أنهى خدماته بموت سريري (ضرب ثم حقن بإبرة مسمومة كما أشاع أهله) .
إذا البناء الدموي بدأ يتفكك ، وأعمدة الموت تتساقط الواحدة تلو الأخرى ، ليظل الرأس يتكسر شيئاً فشيئاً قبل السقوط الأكبر .
ولكن سقوط "بشار" لن يكون عادياً ، فكلما كَبُرَ المتجبر ، ازدادت ارتدادات سقوطه ، الأسد سيحدث "عبرة" الألفية الثالثة ، فبعدما دمّر الأرض السورية وهجّر الشعب السوري وقصف من ظل بالسموم والكيميائيات ومارس بالسجون ما لا يستوعبه عقل بشري ولا طبيعة إنسانية ، لا بد أن ينال جزاءاً يليق بما قدَمه .
فالإعدام لجبروته ، هو رصاصة رحمة ، وكذلك الإكتفاء بأن يردى قتيلاً هو رأفة به ، بشار يجب أن يموت على شاكلة أعماله ، يجب أن يجوّع كما "مخيم اليرموك" وأن يتنشق السموم التي رماها على الغبطة ، وأن يرمى بذات براميله المتفجرة .
بل يجب أيضاً أن يذوق عذابات سجونه ، وعصا السجان التي هو أحّلها وأباحها ، وأن يعرف "الذل" وكيف "يمسح بالشرف والكرامة البلاط" .
كل هذه يجب أن يعبر به قبل مرحلة الموت ، وسيعبر ، فالروح الشيطانية لن تخرج بسهولة ، لن تخرج إلا قبل أن تعكس كل ما بها من حقد لجسد حاملها الموبوء .
بشار ، اقتربت ساعتك ، من العرش إلى "الوحل" والويل ، ليتطهر الوحل من إثمك ، وسيلعنك كل قارئ تاريخ ...
لتخلد "كطاغية" ما عرفت الإنسانية أكثر إجراماً منه .