بعد كل موسم إنتخابي تتغذى وسائل الإعلام اللبنانية من جيوب المرشحين، والأحزاب، والدول الفاعلة، متّكلة على هذا الموسم ليشكل الكنز والخزان التي ستغرف منه طوال السنوات الأربع القادمة. وللمعلومة يسعى فريق كبير من الصحافيين إلى الإتكال على نفس الموسم الذي سيكون المنقذ للأعوام القادمة أيضاً.
تعاني المؤسسات الاعلامية من مشاكل مالية عدة أبرزها:
أولاً: الشحّ الإعلاني الحالي، بحيث أن الموازنة والصرف الإعلاني الذي عرفناه خلال السنوات الماضية، والذي وصل إلى 120 مليون دولار في التلفزيون، تراجع إلى 50 مليون دولار في العام 2014. وهذا التدني سببه تركيز المؤسسات الإعلامية على التلفزيونات الفضائية، والتي تطال الجميع.
ثانياً: عدم الإهتمام الإقليمي والدولي بالإعلام المحلي.
ثالثاً: عدم وجود تمويل سياسي داخلي يتّكل عليه.
وبغض النظر عما سبق، تتطلع التلفزيونات المحلية إلى تمويل عجزها من جيب المواطن اللبناني، فالمحطات التي تصل مصاريفها الشهرية إلى قرابة المليون دولار، تحاول أن تجلب المال وتستقطبه داخلياً، بعد أن عجزت عن تأمينه من الخارج، فقد لجأت هذه المحطات إلى محاولة حمل المواطن على تسديد ثمن مشاهدته لهذه القنوات من خلال حجب البث الأرضي. وقد باشرت محطتي "المستقبل" والLBC بذلك، علماً أن الOTV والMTV هي فضائية فقط بالأساس، ولم يبقَ أرضياً سوى "الجديد" والNBN، والمنار، واللوميار، والتي عليها حكماً وقف البث الأرضي الذي يتعارض مع القانون الدولي الجديد للبث، أما تلفزيون لبنان فهو صاحب الحق والذي سيبقى يبث أرضياً.
بالفعل، فقد توقف بث الLBC و"المستقبل"، وتركزت الإجتماعات حول كيفية سحب 4 دولارات شهرياً من جيب كل مواطن عن كل تلفزيون يملكه في منزله. وكان الحل بسيطاً ومن خلال الإشتراكات الأرضية بالكابل. وفعلاً فقد كان الإقتراح أن تدفع الشبكات هذه البدلات حيث قوبلت بالرفض من قبل مالكيها. وفي اجتماع آخر تبلور المشهد، بحيث أتت التسوية بأن تبث هذه الشبكات برنامجين مختلفين تكتفي بالمحطات العادية التي لا تتضمن المحطات المحلية. ويبقى اشتراك الشهر بين 10$ و 15$، وأخرى تتضمن الإشتراك بالتلفزيونات الأرضية التي يبلغ ثمن اشتراكها 4 دولارات إضافية. على أنه المخرج الأكيد، علماً ان تلفزيون لبنان الذي يملك تغطية أرضية تقارب 100% من مساحة الأرض اللبنانية سيبقى الملاذ الأخير للبنانيين، فهل تعود أيام زمان ونعود إلى تلفزيون لبنان لا غير؟ ويصبح هذا التلفزيون تلفزيون الفقراء فقط، فيصبح المتاح حالياً مغلق على كثيرين.
والله ، حتى الهواء في لبنان أصبح له سعر...
التلفزيون اليوم ببلاش بكرا بمصاري.
لبيانون فايلز