تكاد تكون اليافطات المنتشرة على الطريق من شكا إلى بيروت أشبه بمشاهد مقتطفة من فيلم "منع عرضه " ، فالمرأة العارية إلا من ورقة التوت هي المادة الإعلانية للترويج لكل السلع حتى "لباقة البقدونس" .

فما بين إعلانات العطور ، للجينز ، لمواد إعلانية لا تتعلق بالمرأة لا من قريب ولا من بعيد ، نجد تنافساً في العري بين الشركات المعلنة .

هذا التحجيم لصورة المرأة بجسد وإغراء وتعري حوّل لبنان "إلى كازينو" فانت لا تحتاج متابعة أفلام البورنو ولا ميا خليفة ، فالأجساد السمراء والبيضاء "مشلوحة" بإبتذال على الطرقات !

 

الأمر ليس حكراً على اليافطات وحدها ، بل الإعلانات التلفزيونية أيضاً التي لا أبالغ إن قلت تصور مشهدا جنسياً لأجل عطر أو غيره ... ولكن في حالة التلفاز تستطيع التحكم بالشاشة ، فتنقل الإذاعة أو تطفئ التلفاز ، بينما اليافطات "أمر واقع" وتنقل للآتين للبنان صورة مسيئة عن المرأة .

 

هذا الاستغلال لجسد المرأة ، هو عنف نفسي واجتماعي ، فإختزالها بالجسد هو "تحجيم لها " ، وحصر دورها بالماديات ، على حساب الفكر والثقافة .

فالصورة العارية والايحاءات الجنسية ، تحوّل المرأة إلى "آلة" تشبع النظرات "الجائعة" ليتم الترويج لمادة ما بمادتها الجسدية المخدوشة !

 

أين الرقابة ؟

حرية الإعلام والإعلان لا تعني أبداً الخروج عن عباءة المجتمع وقيمه ، واستثمار جسد المرأة جنسياً وبتكتيك مبتذل يمزق مفهوم الحرية ليصل للإباحية !

فاللوحات الإعلانية على الطرقات تعكس بشكل أو بآخر ثقافة البلد ، ولبنان ليس"انثى عارية" !

 

الجمعيات !

في وقت تزايد فيه الطلب بحقوق المرأة والمساواة وبحق منحها الجنسية لأولادها ، وحمايتها من العنف بكل أنواعها .

نجد أن هناك صمت عن تعنيف صورة المرأة إعلامياً وإعلانياً ؟

فجمعية كفى ، التي قالت كفى لكل ما هو يمس بالمرأة ويهدر من حقوقها آن لها أن تقول "كفى" ، لإستغال جسدها كسلعة رخيصة مباحة للترخيص .

هذا إضافة أن معظم العارضات التي تستعين بهن الوكالات "ليتعروا" هم دون الـ 18 أي غير مسؤولين ، ولا يحق لوكالة أن تعمد إلى خدش "جسد" من هن دون سن الرشد ، كما لا يحق لأولياء الأمور المتاجرة بأجساد بناتهن (تحت الـ 18) بمبرر عرض الأزياء !

وخاصة أنه عرض للأزياء .... بلا أزياء !!!