هنيئا" للبنان شعبه الراقي . لقد من الله على هذا البلد ، إذ وهبه شعبا" متحضرا" عظيما" . فنحن اللبنانيون كنا و ما زلنا ، نمثل أرقى ما وصلت إليه اﻷخلاق و القيم ، و على هذا فإننا نستأهل ، عن حق ، جدارة الحياة . نحن اللبنانيون تحكمنا المحبة و يملأ قلوبنا التسامح ، و نؤثر إخواننا في الوطن على أنفسنا ، و نقدم مصالحهم على مصالحنا ، و لا يعرف الكره إلينا سبيلا" . نحن اللبنانيون نقدس النظام و نعبده ، فطرنا عليه ، و نشأنا في أحضانه ، لذلك فنحن لسنا بحاجة إلى أية قوانين تضبطنا ، أو رقابة تلجمنا .
نحن اللبتانيون أعداء الرشوة و المرتشين ، لا تأخذنا في الحق لومة لائم ، نقاوم الفساد أنى وجد ، حتى لو استدعى ذلك التضحية بأنفسنا وأولادنا . نحن اللبنانيون حماة العدالة ، نرفع لواءها في كل محفل ، هي غايتنا و مرتجانا ، و هدفنا اﻷسمى . نحن اللبنانيون أنصار البيئة ، نحمي الطبيعة حمايتنا ﻷولادنا ، و نصون هواءها صوننا ﻷعراضنا ، و نحفظ ماءها حفظنا لكرامتنا ، و مهما حاولت ، لن تجد لبنانيا" واحدا" يسيئ إلى البيئة .
نحن اللبنانيون لا نستطيع العيش خارج وطننا ، و لو عرضت علينا كنوز اﻷرض لما رضينا تركه و اﻹبتعاد عنه ، اﻹغتراب عندنا ممقوت ، و الهجرة عندنا مرذولة . نحن اللبنانيون نكره العنف و نشمئز منه ، لذلك فإننا نأنف من امتلاك السلاح ، حتى أننا لا نعرف استعماله أصلا" .
نحن اللبنانيون لا نعرف شيئا" اسمه الطائفية أو المذهبية ، تحكمنا المواطنة و القيم اﻹنسانية فقط . نحن اللبنانيون لا نعرف اﻷنانية ، اﻹيثار شعارنا و التضحية دثارنا ، على هذا ولدنا و على هذا نموت .
نحن اللبنانيون نعشق الثقافة عشقنا للحياة ، تجري في عقولنا مجرى الدم في العروق ، عرفنا قيمتها ، فرفعناها تاجا" فوق رؤوسنا .
نحن اللبنانيون لا نعرف شيئا" اسمه المحسوبية و التزلم ، نحتقرهما أشد اﻹحتقار ، و نهرب منهما هروبنا من الموت المحتم .
نحن اللبنانيون شعب الله المختار ، اصطفانا الله من دون جميع خلقه ، ليحاجج بنا باقي أهل اﻷرض ، و لهذا ، سنبقى مهما طال الزمن ، ملائكة الرحمة و رسل المحبة .