مع إزحام الملفات والتطورات برز اليوم في الصحف التغيير السلطوي الملفت في السعودية الذي قام به الملك سلمان بن عبد العزيز , اما على الساحة اللبنانية برزت حلحلة لملفي الخليوي , مع إنتظار موقف عون غدا من التعيينات والتصعيد , اما من جانب أمني فإن حزب الله أعلن الاستنفار تهيئة لمعركة القلمون التي وبحسب راي حزب الله تحصن الحدود والمناطق المحيطة .
السفير :
استمر تطبيق الخطة الأمنية للضاحية الجنوبية وفق السيناريو المرسوم لها، وتولى وزير الداخلية نهاد المشنوق معاينتها بالعين المجردة من خلال تفقده بعض أحياء الضاحية، فيما جرى في اللحظة الأخيرة صرف النظر عن لقاء مفترض بينه وبين «كتلة الوفاء للمقاومة».
أما على الحدود الشرقية، فثمة خطة من نوع آخر أعدها «حزب الله» لضرب المجموعات المسلحة المنتشرة في الجرود، حيث يُتوقع ان تدور معركة مفصلية، ستترك انعكاسات جوهرية على الواقع الميداني في هذه الجبهة التي استنزفت لبنان طيلة الفترة الماضية.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن التحضيرات لـ«موقعة» القلمون تكاد تُنجز، ترجمة لما كان قد أعلنه صراحة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، قبل مدة، عندما ربط المعركة بذوبان الثلج.
وأوضحت المصادر ان حسم التوقيت النهائي للمباشرة في العملية العسكرية بات وشيكاً، مع قرب اكتمال الجهوزية الميدانية للهجوم لدى «حزب الله»، ونضوج بعض المعطيات المكمّلة التي تشكل بيئة المعركة. وأضافت: ما يمكن تأكيده هو أن المعركة باتت قريبة جداً جداً وستكون كبيرة جداً.
وشددت المصادر على أن معركة القلمون قائمة بحد ذاتها، ولها حساباتها واعتباراتها المتعلقة بأمن المقاومة والداخل اللبناني بالدرجة الأولى، والاستعداد لها بدأ منذ فترة طويلة، بالتالي فهي ليست رداً على سقوط بعض النقاط في شمال سوريا في يد المجموعات المسلحة مؤخراً.
وفي المعلومات أن مدى المعركة المرتقبة سيكون مفتوحاً، بحيث يشمل الجانبين اللبناني والسوري من الجرود الممتدة على طول الحدود الشرقية، أما هدفها فهو وفق ما حددته قيادة الحزب «إزالة التهديد الدائم من قبل المجموعات المسلحة، على قاعدة «تحصين» أمن القرى على جانبي الجرود، و«تحسين» المواقع على المستوى العسكري.
النهار :
خالفت جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس التوقعات، فانجزت ملفات على جانب من الاهمية ولا سيما منها ملف الهاتف الخليوي الذي جمد طويلاً تحت وطأة الفيتوات التي فرضتها عليه جهات سياسية معروفة، الامر الذي اكتسب دلالات لجهة نفح الروح في مهادنة سياسية ولو موقتة عقب تصاعد ضجيج الخلافات الاخيرة حول موضوع الجلسة التشريعية لمجلس النواب وملف التعيينات الامنية والعسكرية. وواكبت هذه "الهدنة"، التي سمحت بتمرير بعض الملفات الملحة، المضي قدماً في الخطة الامنية في الضاحية الجنوبية التي شكلت جولة وزير الداخلية نهاد المشنوق عليها أمس العنوان السياسي – الامني الابرز لتطورات المشهد الداخلي في هذا الظرف، بينما تمثل البعد السياسي الآخر الموازي لهذا التطور في سكب رئيس مجلس النواب نبيه بري مياهاً مبردة على الازمة الصاعدة مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، اذ قال للنواب أمس إن "الاختلاف في الرأي مع العماد عون لا يعني الخلاف في الاستراتيجية، وعلينا جميعا العمل من اجل تحقيق المصلحة العامة وتسيير شؤون الدولة والمواطنين".
وكان الوزير المشنوق أعلن من الضاحية، التي جال على بعض مناطقها معايناً تنفيذ الخطة الامنية في يومها الثاني، استمرار تطبيق الخطط الامنية في كل المناطق وأن لا منطقة محرمة على الدولة، مشيراً الى ان "الخطة الامنية اظهرت اصرار الجميع من دون استثناء على ان خيارهم هو الدولة". وأضاف ان خطة الضاحية "مستمرة حتى القاء القبض على لائحة من المطلوبين للقضاء متفق عليها بين الاجهزة الامنية". وشدد على شمول الخطة بيروت.
المستقبل :
باسم «أهل الوفاء في لبنان» الذين لا يبادلون الخير بالنكران ولا يبادرون إلا إلى العرفان الجميل في ارتقائه إلى الانتماء العربي إعلاءً للهوية العربية والمصلحة الوطنية، توجّه الرئيس سعد الحريري أمس إلى قيادة المملكة العربية السعودية مهنئاً بـ«القرارات الحاسمة» التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ووضع من خلالها «المملكة على الخط السريع للاستقرار وتوفير المقوّمات المتينة لأركان الحكم»، مشيراً إلى أنّ هذه الإجراءات التي «ترقى إلى مستوى المبادرات غير المسبوقة» إنما هي تستعيد أمجاد الأيام الأولى للتأسيس كما بناها وأرسى دعائمها المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود» .
واستهلّ الحريري البيان الذي أصدره للمناسبة بالقول: «كل أنظار العرب تتجه هذه الأيام الى المملكة العربية السعودية، التي تشهد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، خطوات متقدمة في المسيرة التاريخية، لتثبيت دعائم الحكم وتحقيق الانتقال في مواقع المسؤولية بما يخدم طموحات الشعب السعودي، والأدوار الاستثنائية التي تضطلع بها المملكة في هذه الحقبة من التاريخ العربي». وأضاف: «إنّ الأوامر الملكية التي اصدرها خادم الحرمين الشريفين، بتسمية الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، وتسمية الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، وسائر القرارات المتعلقة بتولية النخب الشابة المواقع المتقدمة في الدولة، هي إجراءات ترقى إلى مستوى المبادرات المباركة وغير المسبوقة، التي تضع المملكة على الخط السريع للاستقرار وتوفير المقومات المتينة لأركان الحكم، وتستعيد أمجاد الأيام الاولى للتأسيس كما بناها وأرسى دعائمها المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود» .
الديار :
يسود جو في «التيار الوطني الحر» وفي ما بين المقربين من العماد ميشال عون، ان هذا الأخير لم يعد يتحمل الواقع الذي يعيشه حالياً، فيقول عن نفسه انه مكوّن مسيحي كبير. وبالنسبة لسائر المسيحيين، ماذا أخذ الدكتور سمير جعجع من ادارات الدولة؟ وماذا اخذ الرئيس امين الجميل منها؟ وكذلك ما اخذ الوزير سليمان فرنجيه؟ ومن يحترم آراء المسيحيين في الدولة واداراتها؟ حتى وصل الشعور عند العماد عون، ان الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وحتى الرئيس سعد الحريري يتعاملون مع المسيحيين «كإجر كرسي»، وهذا لم يعد مقبولاً. وحين قال الرئيس نبيه بري عن المسيحيين «انهم يخربون البلد بموقفهم من التشريع» رد العماد عون رداً عنيفاً وقال: «من يريد ان يمشي معي فأمشي معه، ومن لا يريد ان يسير معي لا أسير معه».
واشارت اجواء المقربين من العماد عون، ان كلام الرئيس بري تغيّر امس في لقاء الاربعاء النيابي بعد كلام العماد عون، وتحدث عن كلمة اختلاف مع «التيار الوطني الحر» وليس خلاف. كما ان بري تحدث عن تحالف استراتيجي مع العماد عون، رغم بعض الخلافات الآنية، فتبدلت لهجة بري. اما بالنسبة الى جنبلاط، فلم يصدر عنه شيء، كما ان «تيار المستقبل» لم يصدر عنه شيء تعليقاً على كلام العماد عون.
ويقول العماد عون حسب اجواء المقربين منه انه «سيقلب الطاولة» كما فعل العام 2005، يوم اعتقدت 14 آذار ان العماد عون لا يستطيع ان يسير بدونها، لكنه ترشح على الانتخابات وقلب الطاولة، وجاءت النتائج لمصلحته انتخابياً ونيابياً. والآن يتساءل ما مصير سعد الحريري. فقد تعاطى العماد عون مع سعد الحريري وانفتح عليه، ولم ير هذا التجاوب من قبل الحريري. وماذا يستطيع ان يفعل سعد الحريري اذا قطع العماد عون كل علاقته معه، فهل يستطيع ان ينفتح على 8 آذار، ومن هي الجهات التي سينفتح عليها بـ 8 آذار من الرئيس بري الى حزب الله ام الى سائر القوى؟
ثم ان العماد عون لا يقول بعدم التمديد لقادة الاجهزة العسكرية، فهو كمكوّن مسيحي كبير له كلمته ويقولها. ويبدو ان جنبلاط وبري والحريري اتفقوا على التمديد لقادة الاجهزة الامنية وعدم احترام كلمة العماد عون وسائر المسيحيين. والمشكلة عند العماد عون ليست فقط التمديد وعدم الاخذ برأيه، بل القول انا موجود، ومن لا يحترم رأيي لا اسير معه ومن لا يسير معي لا اكون معه. وبالتالي فان مفصل التمديد مفصل هام سيعتبره العماد عون محطة احترام لموقعه ورأيه، ولن يقبل ان يستمر بري وجنبلاط في المناورة واعتبار المسيحيين «إجر كرسي».
الجمهورية :
في خضمّ التطورات التي تعصف بالمنطقة، استفاقَ العالم ومعه لبنان على التحوّل السعودي المتمثل بتغييرات في البلاط الملكي السعودي أجراها الملك سلمان بن عبد العزيز فجر أمس، بعد أقلّ من أربعة أشهر على تسلّمِه الملك.
وقضَت هذه التغييرات التي سترسم معالم مستقبل المملكة، بتعيين الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز وليّاً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، مقابل إعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، وتعيين الامير محمد بن سلمان ولياً لوليّ العهد، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، خلفاً للأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وإعفاء وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بعدما شغل منصبَه لمدة 40 عاماً وتعيين السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير خلفاً له، والذي كان أعلن الشهر الماضي انطلاق عمليات «عاصفة الحزم».
وبذلك توكَل وزارة الخارجية الى شخصٍ من خارج الأسرة الحاكمة للمرة الأولى، فيما أمرَ الملك السعودي بتعيين الفيصل وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء، ومستشاراً ومبعوثاً خاصاً للملك، ومشرفاً على الشؤون الخارجية.
وتأتي الخطوة الملكية اللافتة في التوقيت والمضمون بعد نحو اسبوع على انتهاء «عاصفة الحزم» بنجاح، وبداية «إعادة الأمل»، وقبَيل اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع دول مجلس التعاون الخليجي في البيت الأبيض في 13 أيار الجاري في منتجَع كامب ديفيد ـ ميريلاند في 14 منه، والذي سيسبقه اليوم اجتماع لزعماء دوَل الخليج في السعودية.
وقد سارَع لبنان الرسمي الذي يراقب الارتدادات الإيجابية للتغييرات الجوهرية في البيت الملكي السعودي على ساحته إلى تهنئة العاهل السعودي، فأبرَق رئيس الحكومة تمام سلام الى وليّ العهد ووليّ وليّ العهد مؤكّداً حِرصَه على «العلاقات الأخوية اللبنانية - السعودية وتعزيزها في المجالات كافة، وتقدير الشعب اللبناني للمملكة العربية السعودية لوقوفِها الدائم إلى جانب لبنان وحِرصِها على تعزيز أمنِه واستقراره ومِنعته».