قد يبدو الأمر مجرد نكتة أو تفريغ من شحن السياسة ، ولكن هو واقع مع ما ما يحمله من سخرية ، فاللبناني المنقسم بين مسلم ومسيحي ، سني وشيعي ، 14 و 8 ، حزب وتيار ، قوات و عوني ، منقسم بنفس الوتير بين "سامسونج" و " اي فون " . فجرب مثلا أن تقنع لبناني يقتني الـ "اي فون" بجهاز هاتف سامسونج ، فهو سيتحول فجأة لخبير في التكنولوجيا ويحتد معدداً لك مزايا هاتف الذي لا يتمتع بها هاتف آخر ولن ينسى ابدا أن يذكرك شركة آبل هي الأصل والسامسونج نسخة مقلدة !
والعكس بالعكس صحيح ، فمحبي سامسونج يعتبرونها أبدعت بتحويل "تعقيد" آي فون لبساطة ويعترفون بأنها صحيح أخذت الفكرة غير أنها طورتها بل وجعلت مناسبة لكل فئات المجتمع فيما هاتف آبل هو فقط لمن هم "فوق الريح" .
هذا الانقسام الذي خرجت منه نوكيا بجدارة فلم توفق بتحديثاتها على الصعيد اللبناني ، والذي تحاول التسلل إلية كل من سوني اكسبريا وال جي غير أنها محاولات محدودة ، ما زال يتفاقم مع كل إصدار هاتف جديد من الشركتين ومن يسبق الثاني بالمغريات من هاتف ضد الماء لهاتف ضد الكسر "اللبناني غارق بالدين ليحمل آخر موديل " .
فهل نشهد حركات اعتصامية في لبنان ضدية من مؤيدي اي فون او سامسونج ؟
وهل ينقسم زعماء لبنان بين هذين الهاتفين أم ان هناك تلاقي بين الأفرقاء المتنافرة في الناحية التكنولوجية ، (معقول مثلا الشيخ سعد والسيد يكون نفس الفون) ، أو أن يتفق كل من عون وجعجع على نفس النوعية الهاتفية ؟
إن صدق المعقول ، سنطالب حينها من الشركة التوافقية سواء كانت سامسونج او اي فون التدخل لإجراء انتخابات في لبنان !