حدث ذات يوم مجيد من أمجاد المقاومة أن قام قائد المقاومة والحزب باهداء بندقية المقاومة الى ضابط حوراني أجمع القاصي والداني على فساده المالي والأخلاقي وبطريقة ممجوجة ومتجاوزة لممارسات غازي الذي خلفه غزالي ولباقي الطقم السوري الذي أوكل اليه حافظ الأسد ومن ثم بشار حكم لبنان بالعصا السورية الغليظة .
في مقابلة مع عبد الحليم خدام كشف عن قذارة رستم في تعاطيه مع قيادات لبنانية بالسبّ والشتم والنيل منهم دون أن يكون لأحدهم مجال في الردّ عليه رغم أنهم زعماء طوائف وقيادات عابرة للحدود اللبنانيّة . ملف رستم مقرؤ جيداً في لبنان اذ لا توجد جريمة أخلاقية أو مالية الا وللمرحوم دور أساسي فيه كما له الباع الطويل في سياسات لبنان الداخلية والتحكم في طوائفه وأحزابه وشخصياته وفي مساراته كافة .
لسنا هنا في مجال المحاكمة الشخصية لبدوي أمني بقدر ما نحن نحاول الكشف عن مستويات المسؤولية اللبنانية المتدنية الى حدّ دفعت بقائد للمقاومة وفي ظل الانجازات التاريخية الى اهداءوتقديم بندقية الشعب اللبناني الى مجرّد موظف في المخابرات السورية والى شخص لا يساوي شيئًا في الحسابات السورية لأن سورية مملوكة لرئيس أسدي وكل المسؤوليّات والأسماء الأخرى "بوالين" لزينة السلطة في سورية .
فلو قام القائد التاريخي بتقديم بندقية الجهاد والمجاهدين الى القائد العربي التاريخي حافظ أو بشار لبُّرر فعل لايُبرر ولما توقف أحد من اللبنانيين والعرب من الذين انتشوا بالنصرواستهدوا بالمقاومة كخيار نضالي وتصحيحي في المسارات الوطنية والقومية .
وفي لبنان تتوافر أسباب كثيرة تجعل من الخطأ الفادح أمراً طبيعيّاً كون النظام السوري مطبق على لبنان ولا يملك اللبنانيّون طوائف وأحزاباً ما يمكنهم من الخروج عن السيطرة السورية طالما أنه وكيل الغرب والعرب في ادارة الأزمة اللبنانيّة .
لكن الذي حصل من فعل مشين سيبقى علامة سوداء في تاريخ شخص تشطب من تاريخه كل الأخطاء الفادحة من قبل جهاز المراقبة الأمنية في الحزب الذي صنع آلهة جديدة لاترتكب الأخطاء وعليه يبقى بالنسبة للكثيرين من الواهنين أن بيع برودة المقاومة في المزاد السوري لصالح تاجر فاشل مثل رستم غزالة فيه من العزّة والكرامة ما يضاهي النصر التاريخي .
لقد أثبت النظام السوري نفسه أن رستم غزالي ليس رقماً في الحسابات السورية وهاهو مجرد دورقدّ زال بزواله ومع ذلك تبقى صورة القائد والبندقية ورستم الحوراني في اطار تاريخي واحد لن تمسحه كل الطلاءات الحزبية لأن خطأ بهذا الحجم من الصعب ازالته من تاريخ لا يغفر لمن أساء اليه .. لقد رفض الرئيس برّي المحسوب على السياسة السورية أن يكون ذيليّاً في علاقته مع القيادة السورية لذا كان دائماً الى جانب الرئيس حافظ الأسد دون غيره من أزلام البعث .