في ظل الانفجار السياسي والخطابي بين زعماء طرابلس ، ودون الدخول في محاكمات (سيوطائفية ) تكون نتيجتها أن كل الزعماء هم "مجرمين" بحق هذه المدينة التي سقطت نتيجة المقامرة بها وبأهلها .
نجد الشمال ، على كف عفريت ، طرابلس التي دفعت فواتير المحاصصات السياسية ودفعت من أمنها ثمن الصفقات الكبرى ، وكانت البطاقة الدموية لتمرير قرارات او توقيف قرارات ، ما زالت حتى اليوم هي "الضحية" .
واليوم باتت اللعبة على المكشوف وعلى نطاق طائفي سني ، فلم تعد اليد التي تدمر طرابلس غريبة عنها بل أصبحت من العمق .
فمن تيار المستقبل لخالد الضاهر لمصباح الأحدب لكبارة للصفدي للميقاتي للريفي ، توجهات متناقضة على حساب المدينة ، لم يظن الطرابلسيون أن يصل الشقاق بالسنة لهذا الحد بل وتجاوز الحد المنبري لمواقع التواصل الاجتماعي التي تشهد جدلاً بين الأطراف وهجوماً من سنة طرابلس على تيار المستقبل ومن أنصار التيار على الزعامات الطرابلسية .
وأخر هذه التطورات صفحة "تيار المستقبل لا يمثلني" التي تناهض التيار وتنقض ممارساته .
أما عن سبب هذا الانفجار بين الزعماء هو "ملف رومية" ولكن لنتوقف لحظة ، سجن رومية ليس بقضية مستجدة ولا مستحدثة لماذا الآن هذا التلاسن المتطرف ؟
فممارسات المشنوق (مع الاستنكار لها) ليست بجديدة فهو منذ تولى حقيبته كان ضارباً السنة بيد من حديد ، ولكن في حينها لم نشهد من المواقف ما شهدناه من الضاهر وكبارة مؤخراً .
فموقف الضاهر قد نجد له مبرراً وهو تجميد عضويته من قبل التيار ، أما كبارة وهو الداعم للموقوفين لماذا الآن أراد الاستنكار ، هل وجد نية عند التيار لتهميشه على خطى الضاهر فإستبقها .
أما الأحدب فأصل خلافه مع المشنوق "المرآب" وبالتالي أصبح مناهضاً له (واقفله عغلطة ) .
من جهة أخرى ، ما سبب تضحية تيار المستقبل بزعامات الشمال لأجل المشنوق ؟
هنا نجد أكثر من بوابة للإجابة وكلها على حساب المدينة ، فالضاهر مثلاً اصبح بحاجة لشعبية حقيقية لا كلامية فكانت له هذه الفرصة لإبراز الذات بعيداً عن التيار ، وكذلك كبارة الذي كان "يطلع سجين بتلفون" ويبدو انه افتقد هذه الميزة بعهد المشنوق فثار عليه .
أما المستقبل فربما قد وجد بالمشنوق الجسر الرابط بينه وبين حزب الله ،حيث تلمشنوق على الرغم من رفض الطرابلسي له غير أنه مقبولاً في الضاحية ومقبولاً جداً ، ولم يرد المستقبل أن يخسره من بين صفوفه كعضو مزدوج تياري وحزبي .
ببساطة إنها لعبة ، حليف اليوم هو عدو الغد ، وعدو الأمس هو صديق الآن ، وكلها انقلابات يدفعها الطرابلسي لتظل طرابلس مدينة الحرمان و "مكسر عصا" السياسة .