أكدت مصادر أمنية متابعة للأحداث التي تدور في منطقة القلمون السورية المتاخمة للحدود اللبنانية لـ"المستقبل" أن ما يسمى «جبهة عرسال - راس بعلبك« بدأت تشهد حالة من الاستقرار الامني النسبي قياساً الى الأحداث التي حصلت في شهر آب الماضي وأدت الى سقوط شهداء وجرحى من المؤسستين العسكرية والامنية وخطف آخرين. وعزت هذا الاستقرار الى أسباب عديدة في مقدمها انسحاب عناصر تنظيم «داعش« الارهابي من جرود راس بعلبك باتجاه الداخل السوري في منطقة القلمون وصولاً الى العراق.
ولفتت المصادر الى أن «آخر قادة ذلك التنظيم الارهابي غادر مع أفراد مجموعته قبل نحو أسبوعين. وبهذا أصبحت منطقة جرود راس بعلبك خالية من مجموعات داعش الارهابية، لا سيما بعد تلقيها ضربات مؤلمة من قبل الجيش اللبناني الذي نفذ عدة عمليات استباقية استطاع خلالها السيطرة على تلال استراتيجية في تلة الحمرا وبعدها جريش وليس آخرها المخيرمية التي تطل على وادي رافق، كاشفة بذلك عمق الجرود لمسافة تصل الى كيلومترات عديدة.
وأشارت المصادر الى أن «الجيش اللبناني، وبعد تعزيز مواقعه في التلال المحيطة ببلدة عرسال بالاسلحة الثقيلة لا سيما المطلة على وادي الرعيان جنوباً مروراً بوادي عطا ورأس السرج ووادي الحصن وصولاً الى وادي حميد شمالاً، استطاع من خلال العمليات الاستباقية التي ينفذها في المناطق العميقة ما بعد تلك التلال، تحصين مواقعه وتثبيت نقاط متقدمة يعمل من خلالها على رصد أي تحركات للمجموعات المسلحة المنتشرة في تلك المنطقة«. واستبعدت حصول أي معارك على الاراضي اللبنانية المتاخمة للحدود السورية، مشددة على أن «الاحداث المتفرقة التي تشهدها بلدة عرسال من عمليات خطف وقتل تعود أسبابها اما الى خلافات شخصية أو الى عمليات ابتزاز مادي لاسيما وأن داخل البلدة يشهد فلتاناً أمنياً من دون ايجاد الحلول الجدية لانهاء تلك الظواهر التي تضر بالبلدة وأهلها«.
وأوضحت المصادر أن «الانظار تتجه الآن الى المقلب الآخر من المناطق المتاخمة لجرود عرسال حيث تتواجد جبهة النصرة، التي دعت فصائل المعارضة الى توحيد صفوفها في وجه مجموعات حزب الله والنظام السوري التي تنتشر على طول الحدود في الجانب السوري، والتي تسعى الى تضييق الخناق على المنطقة المتاخمة لجرود عرسال. الا أن المعارك الاخيرة التي حصلت في فليطا وجوارها وسيطرة المعارضة على مناطق وتلال استراتيجية دفعت حزب الله وحليفه النظام السوري الى الانسحاب باتجاه مواقع أخرى، علماً أن المعارضة تقوم بتعزيز المواقع التي سيطرت عليها لتكون نقاط انطلاق باتجاه تحرير القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة الحزب والنظام السوري«.