يحكى ان صديقين ارادا زيارة صديقهما ،وكان يسكن في الطابق الخامس والعشرين من احدى البنايات وكانت الكهرباء مقطوعة، وبعد ان وصلا الى الطابق الثالث والعشرين سيرا على الاقدام ، قال الصديق الاول للثاني: هناك خبران الاول جيد والثاني سيء، فطلب الصديق الثاني ايضاح الامر، فاجابه الاول : الخبر الجيد اننا وصلنا الى الطابق الثالث والعشرين ، واما الخبر السيء فلقد اخطأنا في البناية التي يسكن فيها صديقنا.
هذه النكتة تلخص حالنا مع الحركات والاحزاب الاسلامية في بلادنا، فهذه الاحزاب مضى على تأسيس معظمها عشرات السنين وبعضها انهى الاعوام الخمسين منذ التأسيس حتى اليوم ، وعندما يسأل المسؤولون والكوادر في هذه الاحزاب : اين اصبحتم على صعيد تحقيق الاهداف التي وضعتموها ووعدتمونا في انكم ستوصلوننا من خلالها الى افضل الاوضاع ؟
تكون الاجابة : لقد وصلنا الى الطابق الثالث والعشرين ولم يعد امامنا سوى القليل للوصول الى الاهداف ، لكن يبدو ان هذه الاحزاب اخطأت البناية التي يجب الوصول اليها. فبعد عشرات السنين من النضال الحزبي والفكري من قبل الاحزاب والحركات الاسلامية، وبعد ان وعدتنا هذه الاحزاب بانها ستحقق لنا الاستقلال والعدالة الاجتماعية والتنمية والامان والطمأنينة الفكرية والاجتماعية، هاهي بلادنا بعد ان وصلت معظم هذه الاحزاب الى السلطة تعاني من المزيد من التبعية والاحتلال المباشر وغير المباشر، وقد ازداد الفقر وانتشر الفساد وتراجعت الطمأنينة والامان.
ومعظم الشعارات التي طرحتها هذه الاحزاب لم تتحقق ، وما تحقق جرى تطبيقه بشكل سيء يسيء للدين والاسلام مثل شعار الدولة الاسلامية والخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة وما يقوم به تنظيمي داعش وبو كو حرام يقدم اسوأ الصور عن الاسلام ، اما التجارب الاسلامية في الحكم فلم تكن بافضل حال من تجارب الاحزاب اليسارية والقومية والماركسية والناصرية، وان كنا في السابق نعيش في اجواء الدولة ولو كانت ظالمة او غير عادلة، واليوم لم تعد هناك دولة وازداد الظلم والطغيان.
فالى اين تقودنا الاحزاب والحركات الاسلامية ؟ ومتى سنصل الى الطابق الخامس والعشرين في البناية الصحيحة؟