تبدو المقارنة أو المُقاربة بين حكومتيّ الرئيسين ميقاتي وسلام ظالمة للأوّل بعد أن شاهدنا تجربة مرّة لحكومة المحاصصة المدروسة بين حزب الله وتيّار المستقبل في كل ما يعني المواطن في مسائل الأمن وعودة الدولة كدولة قادرة على حماية نفسها لتحمي مواطنيها من فساد تضخم بطريقة سيطرة على الساحة السياسية في لبنان .
لقد قيل ما قيل في الرئيس ميقاتي من قبل المستقبل التيّار الذي ألغى مساحته الوطنيّة ليظهرّ نفسه كجهة ممثلة للطائفة السُنيّة دون شراكة أحد من شخصيّات أو جهات منتسبة أو منتمية للطائفة الكريمة وأخذ عليه الكثيرون من حزب 14 آذار جرم القبول برئاسة حكومة هي ملك خاص ولا يُسمح لسُني لا ترضى عليه عائلة التيّار بتبوء مقعد رئاسة الحكومة ووصف آنذاك الرئيس ميقاتي بأنه قدّ عيّن من قبل بشار الأسد وبشروط فرضها عليه حزب الله وهو مقيد اليدين في حكومة ممسوكة من قبل فريق 8 آذار وهذا ما سيدفعه الى الاستجابة لأمرين أساسيين متعلقين بالمحكمة الدولية ورفض تموينها وبسلاح المقاومة وشرعنة استخدام هذا السلاح حيث يجب .
في التجربة الحكومية لم يتأخر ميقاتي عن تمويل المحكمة الدولية وكان الأسرع في هذا المجال من غيره ممن يتباكون على المحكمة ولم يُشرعن استخدام سلاح المقاومة في سورية رغم حملات حزب 14 آذار الظالمة للرئيس ميقاتي باعتباره سوري أكثر مما هو لبناني وكان شعار الرئيس ميقاتي مع حليفيه الرئيس سليمان والزعيم جنبلاط سياسة النأيّ بالنفس وعدم التجاوب مع دعوات " سورنة" لبنان .
يُشهد لحكومة الرئيس ميقاتي تحقيق أشكال من الأمن والسلامة العامة حتى المظاهر المسلحة وتبعاتها لم تكن كما هي الآن فالعجب من تيّار يصل الى السلطة بنفس الطريقة التي وصل اليها الرئيس ميقاتي ويعتبر ذلك انجازاً ويسكت عن كل الشعارات التي حارب الميقاتي من أجلها وقلّب عليه طائفته واتهمه بالتبعية العمياء لصالح سورية وحلفائها .
لو حصلت عملية سماحة في أيام هذه الحكومة لوجدت لها تبريرات تبرأ سماحة حتى لو اعترف بجرمه في حين أن ميقاتي " السوري" أمسك بسماحة ولم يجد له تبرئة وكان قادراً على ذلك وكذلك حال أوضاع كثيرة من السلاح والمظاهر المسلحة الى مشاركة حزب الله في سورية ودور ايران المتقدم في الساحة اللبنانية وعناوين أخرى لطالما شكا وبكى المستقبل لحالها ونعى الوطن كونه قد بيع الى جهة غير عربية .
لو أن حكومة ميقاتي هي من أنجبت هذا المولود الضخم والذي أسمته حكومة المحاصصة بقانون السير ماذا فعل المستقبل؟
وماذا قال ؟
للأسف أن من مصّ دماء الفقراء يعود من جديد ليفرض باسم القوانين ضرائب جديدة غير متوفرة نسبتها حتى في بريطانيا العظمى ... لا أعرف أين مطرقة الرئيس بري؟
مطرقة الشعب وأين أحزاب الله ؟ أحزاب الفقراء يبدو أن نوابهم ووزراءهم قد شبعوا ولم يعودوا أبناء الأكواخ وباتوا أصحاب قصور.
نسمع التلفزيون البرتقالي يدين قانون السير ويعتبره سمسرة جديدة ومكشوفة لصالح مستوردي عدّة قانون السير من الطفاية الى المثلث والعدّة الطبية ولأسعار الجنونية والضريبة المفتوحة على أوضاع من شأنها أن تخلق ربيعاً لبنانيّاً آن أوانه بعد أن اتفق المختلفون في كل شيء على الشعب الذي منحهم فرص أن يكونوا أصحاب النعم الحديثة .
للسؤال فقط هل التيّار الوطني الحرّ في السلطة أم في المعارضة ؟