كثيرة هي السيناريوهات التي يتم نسجها عن ظلم تتعرض له العاملات الاجنبيات في لبنان، خصوصا انه شهد لبنان في الفترة الاخيرة وفاة العديد من العاملات اما شنقا او انتحارا. فقد اشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الى وفاة عاملة اجنبية كل اسبوع في لبنان بينما تتعرض 21 بالمئة منهن لاعتداء جسدي واما 80 بالمئة من العاملات بحسب جمعية كفى يمنعن من الخروج يوم الاجازة، فهل العاملة الاجنبية ظالمة او مظلومة؟
ففي قصة روتها زينب لموقع لبنان الجديد قالت فيها: "كنت اعاملها بكل احترام وكنت لا ارفض لها طلبا وقبل ان تنتهي مدة اقامتها ترجتني بأنها تريد ان تذهب لرؤية ولدها ثم ستعود فرأف قلبي بها وارجعتها الى بلادها بعد ان قطعت لها "تكت روحة رجعة" ومعش شفناها."
واما السيد عماد يقول: "عاملناها كأنها وحدي من العيلي الا انها ضربت مرتي وكانت رح تروح فيها" طبعا، هذه القصص ليست الوحيدة فهناك الكثيرات اللواتي قتلن اطفالا في لبنان او الذين سرقن وهربن ونكرن بذلك فضل من شرع لهم ابواب الرزق. ولست اتكلم من باب العنصرية فإنني لا انكر ان هنالك مظلومات تعرضن لاغتصاب وعنف جسدي وربما هذا ما دفع منهن للانتحار او الهرب.
فرغم ما تتعرض له العاملات الا انه اكدت دائرة التحقيق والاجراء التابعة لقوى الامن الداخلي ان الكثير من الشكاوى المقدمة من قبل الاجنبيات بسبب المعاملة السيئة والتي يطلبن فيها المغادرة فتبين ان 90 ـ/. منهن يقدمن هذه الطلبات بسبب قيامهن بجنح مثل السرقة والاقامة غير المشروعة او عدم حيازة مستندات او فرار ، ومغادرتها لبنان يتطلب موافقة المخدوم او الكفيل فتبدأ عملية ابتزاز يتقاسم ادوارها العاملة ومتعهدو استقدام الخادمات
فبعد سنوات من العمل وعندما تريد العاملة العودة الى بلادها لا تتكلم سوى عن المعاملات السيئة والتعذيب الذي تعرضت له والحرمان من الطعام وغيره وهذا يبدو طبيعيا اذ ان القانون يجبر الكفيل على دفع بطاقة السفر بموجب التعهد مهما كانت الظروف .
فالكثير من الخادمات استغللن كفلائهن للمجيء الى لبنان وبعد ان استطعن فهم العمل تركن بيوت مخدوميهن اما ليعملن على حسابهن الشخصي واما تتضامن مع مافيات الخدم عبر ابتزاز رب عملها بتحريض من مافيات العمل والخدم .
وما نريد ان نطرحه الان لما لا تسأل جمعيات حقوق الانسان عن حقوق الكفيل او المخدوم ايضا عندما تطالب بحقوق العاملات الاجنبيات؟