ليس حال شباب الجنوب اللبناني افضل حالا من غيره، فتأمين الحياة والمعيشة والتعليم وايضا المنزل ليس بهذه السهولة خصوصا وان الجنوب معروف بقلة فرص العمل وإن وجدت هذه الفرصة، فالسوري له بالمرصاد باعتبار انه أقل أجرة من اللبناني.
وفي ظل هذا الفقر الذي يصيب الشباب بالاحباط، نجدهم يلجأون إما الى السفر أو للانخراط في تنظيمات حزبية (اي حزب الله باعتبار انه المهيمن).
فمن لم يستطع تحمل تكلفة الفيزا او اوراق السفر لتأمين حياة هانئة، يشرع له حزب الله ابواب مقاومته للانخراط فيها، فالاموال المدفوعة والتأمين على الحياة بالاضافة لتأمين المنازل اذا اراد احدهم الزواج، هذا عدا عن البطاقة الصحية وتأمين الاولاد والحسم من الاقساط التعليمية مقابل شيئا واحدا فقط وهو الحياة، امر بسيط جدا لاهل الجنوب.
هده المعادلة التي يتبعها حزب الله والتي تختصر بما يلي "معيشة كريمة لك ولاولادك مقابل حياتك،" وجد فيها الباحثون عن حياة افضل تحقيقا لآمالهم ولاقت لدى المحتاجين لفرص عمل رواجا ولدى من لم يستطع الزواج هدفا لتحقيق ما يريده.
هذه الاسباب مجتمعة جعلت من الحزب قوة مسيطرة على اهالي الجنوب،فمن منا يرفض هذه المقومات التي لم تستطع الدولة تأمينها لنا؟
وكما يقول المثل: الحاجة أم الاختراع، استطاع الحزب ان يخترع فرص العمل الوهمية تلك لكسب الشباب واعتمدوا على الدين في ذلك ولكي يتقبل الجنوبيون هذه الفكرة راحوا يقنعونهم بنصرهم الواهي .
لكن ألم يفكر يوما اهل الجنوب انه لو اراد حزب الله مساعدتهم حقا لكانوا لجأوا الى اساليب اخرى؟
فالاموال المهدورة مقابل التعمق معهم في مقاومتهم لكانت افضل لو تم انشاء مشاريع تنموية في الجنوب ما قد يساعد على التخفيف من حدة الشباب الذي هاجر رفضا لتقديم نفسه ضحية للحزب مقابل الاموال او لعدم فجع ام بولدها في سوريا وغيرها من البلدان التي لن تغني شبابنا شيئا سوى الموت.
والجدير ذكره هنا ان هذه الاموال هي من عرق جبين الجنوبيين اذ ان الحزب يلجأ دائما لجمع التبرعات لدعم المقاومة ولدعم عوائل "الشهداء".
ولو سألت شابا عن سبب انخراطه مع الحزب لقال لك:(بدي أمن حالي وبدي عيش ولادي وهالحياة مافيها شي، احسن ما موت وولادي يشحدوا) .