مجزرة مئوية للإبادة الأرمنية،استطاعت أن تكوّن قاسما مشتركا بين الضاحية الجنوبية وطرابلس وبمعنى آخر بين (الحزبيين والميقاتيين)، فبتاريخ 22-4-2015 وعلى أوتستراد السيد الهادي إنتشر موزعو الأعلام الأرمنية معلنين عن تضامنهم معهم.
ليست الإشكالية في هذه النقطة تحديدا،إذ يحق لمن يريد أن يتضامن بالتضامن ، ولبنان من البلدان التي تحترم ذلك، لكن ما يجب ذكره، أنه وبرغم الكثير من المجازر التي ترتكب منذ بداية الحرب السورية لم يأت أحد على ذكرها أو على التضامن معها، مع ملاحظة صغيرة (أننا لسنا ضد الأرمن)، لكن ما مضى عليه مئة عام يستحق أن يتم الإعلان عن لدعم له وما يحصل في وقتنا الحاضر من مجازر بحق الشعب السوري لا يتم التحرك ساكنا لوقفها؟
فبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ارتكبت منذ مارس 2011 وحتى مارس 2015 ما يعادل 34 مجزرة، راح ضحيتها 4606 شخصا، بينهم 4513 مدنياً، ضمنهم 821 طفلاً، و595 سيدة ومع العلم أن أكبر هذه المجازر هي مجزرة الغوطتين الشرقية والغربية، التي ارتكبت في أغسطس 2013، وراح ضحيتها 913 شخصاً، بينهم 172 طفلاً، و148 سيدة حيث استخدمت فيها السلاح الكيماوي، وقد ارتكبت هذه المجزرة من قبل النظام الأسدي الحليف الأكبر لحزب الله الذي يمسك بزمام أمور الضاحية الجنوبية.
فأين هذه المجازر من الحزب؟
طبعا،هذا سؤال ذات إجابة بديهية، فالحزب الذي يعتبر حليفا لنظام الأسد ويشارك بشكل انغماسي في الحرب السورية لجانبه، لن يتضامن ولن يعترف أيضا بما جنت يدا حليفه ويديه أيضا.
ولإرتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسائية بحق الشعب السوري لجأ الحزب إلى جمع تبرعات في الضاحية الجنوبية دعما لما يسمونه المقاومة (علما إنو هالتبرعات لدعم بشار)، وإن كانت هذه الوقفة دعما لمن اضطهد، اطلبوا من حليفكم أولا أن يكف عن مجازره الكثيرة والفظيعة قبل التضامن مع ما مضى.
لكن من الواضح جدا، أن نظام الأسد وحليفه، ليس لديهم أي اعتبار للجانب الإنساني إنما عمدوا إلى أساليب رخيصة جدا لجذب الأقليات السياسية في لبنان وسوريا من أجل الحصول على مزيد من التأييد الشعبي لدعم بشار من قبلهم أولا ولزيادة التحالف للوقف في وجه تركيا، ولو كان الأمر غير ذلك لكان بشار الأسد قد راجع حساباته عما يقدم عليه في بلاده من تهجير ومجازر، قبل أن يعلن عن تغيير إسم إحدى ساحات دمشق إلى ساحة شهداء الإبادة الأرمنية.