اقترح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، بتشكيل مجمع إقليمي للحوار بين إيران وجيرانها في الشرق الأوسط، مضيفاً بأن مجمعاً يقوم بتلك المهمة كان من الضروري أن يُشكل قبل سنوات. وأضاف ظريف بأن العالم لا يمكنه أن يتملص من معالجة جذور التوترات في الشرق الأوسط.
وأكد الوزير الإيراني: إن إيران تعتقد بشكل أساسي بأن الملف النووي كان طارئاً جانبياً ليس من شأنه أن يُعتبر عاملاً لعدم الثقة وتكوين التوتر والأزمة. ونظراً للتقدم الحاصل في هذا الملف الجانبي، حان الوقت لكي تقوم إيران ودول المنطقة بتحديد المنابع الرئيسية للتوتر وعدم الثقة في منطقة الخليج الفارسي. ولفت وزير خارجية إيران إلى أنه " لا يمكن مكافحة القاعدة والمقربين منها ايديولوجيا مثل التنظيم المسمى بالدولة الإسلامية وهو ليس بدولة ولا إسلامياً، فيما يسمح لهم بمواصلة بسط سيطرتهم في اليمن وسوريا.
وجاء الرد الأميركي على مقترح ظريف سريعاً من خلال تصريحات ماري هارف المتحدثة باسم الوزارة الخارجية الأميركية، في مؤتمرها الصحفي يوم الاثنين، وكان الرد إيجابياً عند ما قالت هارف: من الممكن أن تقوم الولايات المتحدة بالحوار مع إيران من أجل تقوية الاستقرار في المنطقة. وأكدت هارف بأن الدخول في الحوار مع إيران فيما يتعلق القضايا الاقليمية ليس يعني إمكانية التعاون بينهما.
هذا وكان دعوة وزير خارجية إيران، موجهة لدول المنطقة، أكثر مما هي موجهة للقوى الاقليمية، حيث أن إيران لم تقبل الوصاية الأميركية على منطقة الخليج، وبطبيعة الحال تتوقع إشارات إيجابية من دول المنطقة، وبعد مضي ثلاثة أيام من نشر مقالة ظريف في نيويورك تايمز، لم نرى رداً واضحاً من دول المنطقة سوى إشارة من قبل وزير خارجية البحرين بأننا نتطلع إلى علاقات طيبة مع إيران.
يبدو أن على الدول العربية استغلال الفرصة المتاحة في إيران الآن، وفي ظل حكومة المعتدلين، أن يمدوا يد التعاون مع تلك الحكومة، من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة، وعليهم أن يعتبروا نجاح حكومة روحاني، في حل القضايا الاقليمية يعطيها زخماً في الداخل في مواجهة المتطرفين الذين لا يريدون خيراً لبلدهم ولا للآخرين.
متى يقرأ العرب تلك الإشارات الإيجابية التي ترسلها حكومة المعتدلين- الإصلاحيين، أم أنهم فوّضوا أمرهم إلى قوة عظمى من خارج المنطقة تردّ على إيران.