إن الاستنكار الجدي الذي أعلنه اهل الشمال من رفضهم لتحويل الساحة الطرابلسية لمسرح استعراضي يحاول من خلاله بعض السياسيين استقطاب الأرمن لصفهم الانتخابي طمعاً في الأصوات عبر "تمسيح الجوخ " ، قد بدأت بشائر تظهر .
فهذه المرة الموقف الشمالي الثابت لم يكن مجرد أصواتاً عالية ، بل كان موقف جامع رافض لإعادة إحياء الفتن التي ولّت .
ونتيجة للتصعيد الذي اعتمد من التلويح بالأعلام التركية إلى التهديد الجدي بعرقلة المهرجان وبالنزول لنفس الساحة لاداء صلاة جامعة ، بدأت الأطراف المنجرفة أرمينياً تصحو عن خطأ ارتكبته سهواً أو قصداً .
حيث أعلن الأستاذ توفيق دبوسي رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس من منزل سماحة مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار إلغاء فعاليات المهرجان الذي كان مقررا يوم الجمعة ٢٤ نيسان في غرفة التجارة والصناعة ، في خطوة تقدر له .
حيث أن الخطوة التي أعلنها الأستاذ توفيق خففت الشحن الطرابلسي ، وقامت بتهدئة جزئية للنفوس التي ثارت .
غير أن هذه التهدئة لتكتمل فهي بإنتظار موقف العزم والسعادة بسيدها "نجيب ميقاتي " ، وفي سؤال لنا للأستاذ ماجد الدرويش مدير مكتب سماحة مفتي طرابلس والشمال ، واستفسارنا عن مهرجان العزم إن كان ما زال قائماً أم مشى على خطى غرفة التجارة والصناعة الواعية .
قال لنا : " المفاوضات مع جمعية العزم وصلت الى نتيجة انهم سوف يعقدون مؤتمرا صحفيا يعلنون فيه أهداف هذا الحفل وأنه لا يرتبط من قريب أو بعيد بمناسبات الأرمن المزعومة. وأنهم يضمنون انه لن تكون هناك اي إشارة إلى ذلك.
فإذا فعلوا ذلك فيكون قد تحقق المراد وبالتالي لا داعي للتحرك. "
أما عن التوقيت الذي يفترض أن يعقد به العزم المؤتمر ، فهو بحسب السيد ماجد قبل يوم الأحد أي قبل المهرجان .