نحتاج اليوم قبل الغد الى تشكيل ما يمكن تسميته : تحالف العقلاء من العرب والمسلمين والمسيحيين من اجل مواجهة العنف والتطرف ومن اجل وقف كل الصراعات العبثية الجارية في بلادنا. وتحالف العقلاء ليس حزبا او تنظيما سياسيا ولا يحتاج لنظام داخلي واجتماعات منظمة ، بل هو تيار او موجة يجب ان تجتاحنا جميعا كي نعمل كل في موقعه لوقف هذا الانهيار المنتشر في بلادنا.
والعقلاء هم من يرفضون اسقاط المذهبية والطائفية على الصراعات القائمة. والعقلاء هم من يرفضون الظلم والديكتاتورية من اي نظام او حزب او طائفة اتى ويرون الامور بصورة موضوعية ومن جميع الجوانب وليس من جانب واحد. والعقلاء هم من يسعون للتخفيف من حدة الاحتقان ولا يعملون لنشر الحقد والبغضاء.
والعقلاء لا يبررون قتل المدنيين او السكوت عن قتلهم من اي جهة او نظام. والعقلاء هم من يتحدثون بلغة واحدة في العلن والسر فلا يشتمون الاخرين في الجلسات الخاصة واما في العلن فيتحدثون عن السلام والحب والمودة. والعقلاء هم من يعملون لاطفاء النار المشتعلة ولا يعلمون لنشر الحرائق وصب النار عليها.
والعقلاء هم من يسعون لاعادة الحق الى اصحابه ويرفضون تحكم الاقلية بالأكثرية ويرفضون ظلم الاكثرية للاقلية.
والعقلاء هم من يعملون لنشر ثقافة الاعتراف بالأخر والقبول بالأخر مهم اختلفوا مع الاخرين وتباينات الاراء والمواقف.
والعقلاء هم من يحتكمون الى الديمقراطية الحقيقية ويرفضون تحكيم السلاح والعنف في الصراعات الداخلية للوصول الى الحقوق مهما كانت هذه الحقوق شرعية. والعقلاء هم من يعملون لمصالح بلادهم ولا يفضلون مصالح الخارج على بلادهم.
والعقلاء هم من يرفضون اسقاط الصراعات التاريخية والعقائدية على الصراعات الحزبية والسياسية.
فالى هؤلاء العقلاء دعوة مفتوحة للتواصل واللقاء المباشر وغير المباشر وليعملوا كل في موقعه من اجل وقف الصراعات العبثية والعنف والتطرف . وعلى العقلاء ان يقفوا في وجه من يعمل للتحريض السياسي والاعلامي والمذهبي.
انها دعوة مفتوحة لكل من يجد نفسه من هؤلاء العقلاء لتشكيل تحالف العقلاء ولا نستثني احدا الا من يستثني نفسه.