في حين وقعنا في فراغ الخطابات بين الأطراف المتباعدة، شكّل سجن رومية المادة الأساسية للخلاف ضمن التيار الواحد وعلى المستوى السني – السني بين كبارة والريفي من جهة و المشنوق من جهة أخرى .
سجن رومية الذي يضم "ضحايا السياسة " ، من كبارة ، للريفي ، لكل الأقطاب السياسية الطرابلسية وصولاً إلى المشنوق الذي باع طرابلس ومطلوبيها للسيد .
فالمشنوق الذي نتفق وكبّارة أنه حوّل طائفته "لمكسر عصا " وأنه يوّجه وزارته فقط على السنة وأهل الشمال ، فهو المتفرعن على طرابلس والخاضع لزعيم الضاحية ، حوّل سجن رومية لمعتقل "جائر" يظلم ويأمر على هواه .
حيث أن كبّارة أصدر بياناً يهاجم به المشنوق قائلاً : "موقوفي طرابلس ليسوا سلعة تباع في أسواق المصالح والمناصب يا معالي الوزير، بل هم أشخاص لهم إنسانيتهم، دافعوا عن مدينتهم وأحيائها عندما كانت دولتكم غائبة، ويوم كانت طرابلس تتعرض لأسوأ مؤامرة في تاريخها، ولن نقبل معك ولا مع غيرك أن تتحول طرابلس مكسر عصا يطبق على أبنائها قانونكم الذي يضرب بعرض الحائط في مناطق أخرى من دون أن يكون لكم حول ولا قوة".
ولكن أليس من الأفضل على المستقبل بطرفيه السنيين احتواء الأزمة داخلياً وضمن طاولة التيار ؟
فخروج الخلاف إلى العلن وللإعلام لن يقدّم حلاً ، بل على العكس تصريحات كبّارة ستدفع المساجين (مظلوم وغير مظلوم ) ، لأعمال تمرّد وفوضى بين جدران السجن ، تؤدي إلى ضياع حق المظلومين .
لذا على تيار المستقبل العمل على احتواء هذه الأزمة سريعاً ، وعدم السماح بتفكك أكثر بين كوادر الحزب ، والمسؤولية الأولى هنا تقع على وزير العدل أشرف الريفي في العمل على تسريع البت بالملفات وعلى قيام محاكمات سريعة ، بالإضافة إلى التشدد على تطبيق القوانين من ناحية احترام حقوق السجين وانسانيته .