"عاصفة الحزم " حزمت أمتعتها وعادت "بخفَيّ حُنَين" على الأقل من الناحية العسكرية وثبت وبالوجهة العسكرية أن لا حلّ عسكرياً في اليمن وبالتالي خابت تقديرات الخبراء العسكريين العرب الذين قرروا المواجهة العسكرية ,وجاءالإعلان السعودي بوقف عملية عاصفة الحزم بشكل مشرّف يحفظ ماء الوجه بالقول "أن المملكة أزالت التهديد على أمنها بتدمير كافة الأسلحة التي يملكها الحوثيون" وأعلن عن بدء عملية إعادة الأمل القائمة في بعض جوانبها على العمل السياسي لمعالجة أزمة اليمن .
وبغض النظر عن تحقيق عملية عاصفة الحزم أهدافها أم لا فإن الإعلان السعودي عن وقفها جاء بعد ساعات على تصريح مساعد وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان حيث أعلن : " سنشهد خلال الساعات المقبلة وقفا للعمليات العسكرية في اليمن بعد بذل جهود كبيرة" ولم يكن هذا الإعلان على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني إعلانا عبثيا إنما هو بالتأكيد يؤشر الى حصول تسوية ما كان من أولى بنودها وقف العملية العسكرية السعودية .
أما الإعلان عن هذه التسوية من قبل إيران نفسها فهو تكريس جديد للدور الإيراني في اليمن واعتراف بدور إيران السياسي في معالجة الملف اليمني وذلك بعد شيء من التوازن السياسي الذي فرضته عملية عاصفة الحزم السعودية والذي أدى إلى إبراز الحضور السعودي السياسي في اليمن بعد انكفاء فرضته العمليات العسكرية للحوثيين .
إن التسوية المرتقبة في اليمن التي من شأنها إعادة ترتيب البيت اليمني الداخلي على طريقة لا غالب ولا مغلوب وبالتأكيد فإن الدول التي ستصنع أو هي صنعت هذه التسوية سيكون في مقدمتها إيران والسعودية وبالتالي ستخرج هذه الدول أيضا من حلبة الصراع في الحدث اليمني بالتعادل على أمل أن يصب ذلك في مصلحة الشعب اليمني ويخدم مصالحة السياسية والاجتماعية وخصوصا بعد الآثار الكبيرة التي تركتها العملية العسكرية السعودية .
إن هذه التسوية المرتقبة للازمة اليمنية ربما ستعيد أو أعادت التواصل السعودي الإيراني وإن من شأن هذا التواصل أن يفسح المجال إلى مناقشة ملفات أخرى على صلة بهاتين الدولتين سيما الملف اللبناني والملف السوري لذا فإن السؤال اليوم هل ستنسحب التسوية اليمنية على تسوية الملفات الاخرى في المنطقة ؟ وهل آن الأوان دولياً لإعداد التسويات في الملفات الأخرى وماذا عن التصريحات الأمريكية القائلة بأن الولايات المتحدة ستناقش ملفات إقليمية مع إيران ؟ هل بدأت لحظة الحلول للملفات الشائكة في المنطقة ؟ أسئلة ربما ستجيب عليها الأيام القليلة القامة .
بعد اليمن هل تحمل العاصفة تسوية للأزمة السورية ؟
بعد اليمن هل تحمل العاصفة تسوية للأزمة السورية...كاظم عكر
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
1004
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro