اعلنت دول التحالف العربي بقيادة السعودية انتهاء عاصفة الحزم في اليمن بعد تحقيق أهدافها وبدء عملية اعادة الأمل التي تهدف لإعادة العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن. الناطق الرسمي باسم تحالف عاصفة الحزم أوضح ان (نهاية عاصفة الحزم ليست وقفا لإطلاق النار مؤكدا على تحقيق النجاح في تدمير قدرة الحوثيين العسكرية والسيطرة على الأجواء الجوية والبحرية والبرية ولافتا إلى أنه تم إعلان إنهاء العمليات بناء على طلب الحكومة اليمنية والرئيس عبد ربه منصور هادي مشيرا إلى أن العمل العسكري سيواكب الجهد السياسي.
وعملية عاصفة الحزم ألتي اشتركت فيها عدة دول منها مصر والدول الخليجية عدا سلطنة عمان إلى جانب السعودية قد بدأت في الخامس والعشرين من شهر آذار الماضي واستمرت حتى يوم أمس أدت إلى مقتل ما يقارب الألف شخص وإصابة حوالي 3500 بجروح. وكانت وزارة الدفاع السعودية قد أعلنت ان الطلعات الجويه أزالت أي تهديد ضد السعودية ودول الجوار ودمرت الأسلحة الباليستية للحوثيين.
وعلى الفور رحبت وزارة الخارجية الإيرانية على لسان المتحدثة باسم الوزارة مرضية أفخم بوقف الضربات الجوية السعودية على اليمن وكذلك فإن واشنطن رحبت بانتهاء عمليات عاصفة الحزم. ولا بد من الاشارة إلى أن البدء بعملية إعادة الأمل تعني فيما تعنيه إفساح المجال للعمل السياسي لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن السعيد بعد ضرب البنية العسكرية للحوثيين وتهدف لاستعادة الشرعية المتمثلة بالرئيس منصور.
من الواضح ان اليمن بعد عاصفة الحزم غيره قبلها سيما وان العاصفة جاءت ردا على هجوم إيراني على اليمن مقنع بقناع الحوثيين واتباع الرئيس اليمني السابق المخلوع علي عبدالله صالح الذين انقلبوا على الشرعية في محاولة لاجتياح اليمن شماله وجنوبه. وإيران اليوم أعجز من أن تتمكن من اعادة الزمن إلى الوراء أي إلى ما قبل عاصفة الحزم التي انطلقت في وجهها ووجه أدواتها الحوثيين.
وبالتالي فلم يعد باستطاعتها ترسيخ الانقلاب على الشرعية الدستورية الذي مولته ورعته واشرفت عليه بكل تفاصيله. والمطلوب من إيران الإذعان للشرعية اليمنية والعربية والدولية وأن تفرض على اتباعها الحوثيين التزام مقررات هذه الشرعية والعودة إلى طاولة الحوار على قاعدة المشاركة في السلطة وليس الاستيلاء عليها بالقوة والتحكم بها واحتكارها والهيمنة على البلاد والتراجع عن كل الخطوات الانقلابية ولا بد لإيران من اعادة حساباتها على ضوء نتائج عاصفة الحزم والحد من طموحاتها واطماعها في الهيمنة على دول الجوار.
لا شك ان عاصفة الحزم كانت خيار لا بد منه لإنهاء مخاطر الانقلاب الحوثي والمدعوم من إيران وهذا ما تحقق في أقل من شهر ذلك أن المشروع الإيراني في اليمن إنتهى قبل ان تكتمل فصوله في هزيمة واضحة لطهران وملحقاتها.
ولا نتفاجأ إذا أطل علينا أحدهم غدا من على شاشة كبيرة معتبرا ما حصل في اليمن بأنه نصر إلهي يضاف إلى الانتصارات السابقة.