العاصفة الاعلامية تنذر بعاصفة من نوع آخر! من يوقف العاصفة الإعلامية التي هبت في بيروت في وجه "عاصفة الحزم" المستمرة، قبل ان تتحول الى دموية في الشارع المتأثر بها ومادتها، غير لبنانية؟
وحيال هذه العاصقة، عاصفة بيروت، أبدت أوساط ديبلوماسية وسياسية وشعبية قلقها من هذه الأجواء المتشنجة والمائلة بقوة الى الإنهيار. ونُقل عن مداولات لقاء ديبلوماسي عربي- إقليمي عقد في أحد فنادق بيروت، حيث جرى تبادل معلومات أمنية مستندة الى تقارير أمنية تحذر من احتكاكات محتملة يمكن أن تقع في أي حي من العاصمة أو في أي منطقة من البلاد وخارجة عن إرادة اي زعيم.
وكان الرأي متفقاً في ما بين الحاضرين من أن التلاسن بين القادة يظل سلمياً وله ارتدادات سلبية في المجالين السياسي والاقتصادي، فيما الخوف أن يتحول الى غير منضبط ما بين المؤيدين سواء لهذا التيار أو لذاك الحزب. واستغربت هذه الأوساط أن يتخطى التعبير عن المواقف بين رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري المؤيد للسعودية، والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله المؤيد لإيران، سقف ما هو مسموح به.
وأعرب أكثر من سفير عن تمنيات بلاده لو أن القيادات السياسية الأخرى الحليفة لهاتين القوتين تتدخل لدى الطرفين لوقف هذا التصعيد الإعلامي، تمهيداً لتهدئته قبل أن يتحول الى صدامات اذا لم تكن في الشارع، على الأقل سياسية فيصبح انتخاب رئيس للجمهورية أكثر صعوبة، وهو حالياً متعذر منذ ما يقارب الـ11 شهراً. ونبّهوا من خطورة السكوت عن هذه الأجواء المتشنجة بين الحريري ونصرالله، واعتبروا أن "تسعير المواقف سيزيد في الإنقسام السياسي ذات الطابع المذهبي".
صحيح أن السيد حسن أعرب عن تمنياته في عدم انعكاس الخلاف على اليمن على العلاقات الداخلية بين الحزب و"المستقبل"، غير أن التمني شيء والحرب شيء آخر. ودعا هؤلاء السفراء الفاعليات السياسية الأخرى الى بذل المساعي السريعة توصلاً الى هدنة إعلامية والإنصراف الى فك التشنج المتحكم بالاستحقاق الرئاسي ومعالجة أزمة النازحين. وأكدوا أن انتظار التدخل الخارجي الدولي غير وارد والرهان على الإقليمي سقط بفعل حرب اليمن، وأن انتظار فرنسا لا يؤشر الى مخرج قريب، وأن لقاء البطريرك بشاره الراعي بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في 26 الجاري مفيدة، ولكنها لن تحمل أي جديد على صعيد تحديد موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية أو تقريب هذا الموعد، استناداً الى معلومات متوافرة في بيروت.
وسيكون اللقاء عبارة عن مراجعة لحصيلة الإتصالات التي شارك فيها الفاتيكان، وأدت الى استئناف حوار بين "العونيين" و"القواتيين" لم يؤد حتى الساعة الى إعلان تفاهم إو الإتفاق على مرشح تسوية، بل إصرار من الجنرال ميشال عون على إن يكون مرشح تسوية، فيما جعجع لا يتنازل له .
وشددوا على أهمية التنبه الى عامل الوقت، وأنه كلما طال موعد انتخاب رئيس للبلاد، كلما تراكمت العوائق وتفرعت الازمات مما يضاعف في احتمال عدم اعادة فتح أبواب قصر بعبدا الموصدة منذ نحو 11شهراً. وأفاد مصدر ديبلوماسي أن الموفد الذي زار واشنطن من قبل أحد المرشحين، وهو برتبة وزير، سمع ممن إلتقاهُم الموقف نفسه الذي عبّر عنه نائب وزير الخارجية طوني بلينكن من أن انتخاب الرئيس مسألة داخلية يجب أن تنجز بسرعة .