صرّح أمير علي أميري مستشار أمين سرّ مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، في مقال نشر له موقع تابناك الإخبارية بأن الأخير سيعود إلى الحرس الثوري مسترداً موقع القيادة، بعد 16 عاماً من تركه هذا المنصب. يُعدّ محسن رضائي من الجيل الأول ومن مؤسسي الحرس الثوري الإيراني، الذي تم تشكيله من أجل تأمين الأمن الداخلي، ولكنه سرعان ما تحول إلى جيش ثاني، بعد أن شنّ صدام حسين، حربه على إيران.
وبفعل شخصيته الكاريزمائية تمكن رضائي في توحيد صفوف قياديي الحرس، بعد إخفاق أول قائد للحرس ( عباس زماني) في السيطرة على تلك الميليشيا.
وبالرغم من أن الحرس الثوري بقيادة محسن رضائي، سجّل انتصارات كبيرة في معاركه في السنوات الأولى من الحرب العراقية الإيرانية، وأهمها تحرير مدينة خورّام شهر الحدودية، إلا في السنوات الأخيرة اتجه إلى المجال السياسي الداخلي، معتبراً أن الانتصار النهائي في الحرب، لن يمرّ إلا بعد السيطرة على البرلمان، مما يمكّنه بإقرار ما يحتاج إليها من العتاد لحسم المعركة.
ويرى البعض أن تلك الرغبة سببت في تراجع قدرة إيران العسكرية، ما دفعت الإمام الخميني بتجرع كأس السم، أي القبول بالقرار الأممي 598 لإنهاء الحرب. أظهر محسن رضائي رغبته لحوض غمار السياسة، مرة أخرى بعد فوز محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسية عام 1997، حيث ألحّ على الاستقالة،بعد 16 عاماً من قيادة الحرس الثوري، والخروج إلى المجال السياسي.
ومكث محسن رضائي في المجال السياسي، لمدة 16 عاماً وجرّب حظّه لرئاسة الجمهورية، بالترشح، في ثلاثة دورات، ولم يفلح في أية منها، مما أوصله إلى القناعة بأن صناديق الاقتراع الرئاسي، في إيران، لن تُخرج بنتيجة مُرضية للعسكر.
ويبدأ رضائي في الأيام القادمة، المرحلة الثالثة من حياته وهو العودة إلى المرحلة الأولى، وفق ما يفيده مستشاره أميري، الذي أعلن بأن المرشد الأعلى وافق على عودة رضائي إلى الحرس الثوري.
ويُتوقع بأن عودة رضائي سوف ترافقها تطورات في الداخل والخارج، حيث أن الرجل تجاوز الستين من عمره، ووصل إلى نضج في فترة خروجه من الحرس، وتطلعه إلى آفاق السياسة، والهزائم المتتالية التي، أوقعه الناخب الإيراني على رضائي، في الانتخابات الرئاسية، من شأنها أن تدفع به إلى خيارات أكثر عقلانية واعتدالاً داخلياً وخارجياً.