أمر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، القوات المسلحة بـ «تعزيز جاهزيتها الدفاعية» لمواجهة «حماقة» واشنطن التي تهدد طهران بخيار عسكري، كما حض على متابعة تطوير البرنامج الصاروخي الإيراني.
وكان رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، علّق على رفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حظراً على تسليم طهران أنظمة صاروخية روسية متطورة من طراز «أس-300» مضادة للطائرات، مؤكداً أن «الخيار العسكري» لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية «لم يُمسّ».
وقال خامنئي: «بعد صمت طويل، تحدث مسؤول (أميركي) مجدداً عن خيارات مطروحة على الطاولة. هم واهمون، ومن جهة أخرى يطلبون من إيران أن توقف تطوّرها الدفاعي. لن نقبل أبداً هذه التصريحات الحمقاء، وأثبت الشعب الإيراني أنه سيدافع عن نفسه بكل قوة، إذا تعرّض لهجوم».
وأضاف خلال لقائه قادة عسكريين في «يوم الجيش»: «يهددنا الجانب الآخر عسكرياً في شكل منهجي وبلا خجل، ويقول لا يمكنكم الدفاع عن أنفسكم، وهذا خطأ إضافي يرتكبه. ولو لم يهددنا صراحة، علينا أن نتحسّب للأمر ونكون دائماً مستعدين. على كل الأجهزة العسكرية في إيران، بما فيها وزارة الدفاع والجيش والحرس الثوري، تعزيز جاهزيتها العسكرية والدفاعية والروحية يوماً بعد يوم، وهذا بمثابة أمر رسمي».
ورأى خامنئي أن «التطور العسكري والدفاعي للقوات المسلحة الإيرانية، فيما تواجه البلاد عقوبات وضغوطاً، يُعدّ شيئاً خارقاً ولا بدّ من مواصلة هذه الوتيرة بسرعة فائقة». واتهم «مضمري السوء للشعب الإيراني» بـ «تركيز ضغوطهم الإعلامية على موضوع تطوّر إيران في المجال الصاروخي وصنع طائرات بلا طيار». وزاد: «منطق العقل يحتّم علينا متابعة مسارنا بكل اقتدار، وإيران، على رغم ما حقّقته من تطوّر دفاعي وعسكري، لم ولن تشكّل أبداً تهديداً للمنطقة ودول الجوار». وقال إن «إيران لم ولن تتدخل في شؤون الدول الأخرى».
واتهم الولايات المتحدة بـ «اختلاق أسطورة الأسلحة النووية، لتعلن أن إيران هي مصدر تهديد»، معتبراً أن «أميركا هي مصدر التهديد، بتدخلاتها من دون وازع، لزعرعة الأمن». وكرر أن طهران «لا يمكن أن تفكر بأسلحة نووية».
وذكّر خامنئي برفض الخميني دعوات إلى حلّ الجيش الإيراني بعد الثورة عام 1979.
إلى ذلك، كرّر الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، رفض بلاده تفتيش منشآت عسكرية، معتبراً الأمر «بمثابة احتلال وإهانة وطنيَّين». وأكد أن إيران «لن تكون جنّة للجواسيس ولن تفرش سجاداً أحمر للعدو»، لافتاً إلى أنها «وضعت خططاً لحرب شاملة محتملة» مع واشنطن.