في مولده الخامس والأربعين ، أتمّ الشيخ سعد عامه العاشر في معترك السياسة اللبنانية وفي مغامرة الزعامة السنية .
اليوم الشيخ سعد لبناني منذ أكثر من عشر سنوات ، فهو الذي ولد في السعودية و تلقى علومه الثانوية بينها وبين فرنسا وه والمتخرج من جامعة جورج تاون في واشنطن ليتولى عدة مناصب أبزرها ، منصب مدرير عام شركة "سعودي- اوجيه " ومنصب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة "أمنية هولدنغز" .
يصنف سعد الحريري كرجل أعمال لبناني – سعودي ، وهو الذي تعرّف على جنسيته السعودية قبل اللبنانية .
الشيخ سعد بدأ مسيرته اللبنانية عقب استشهاد الرئيس الحريري في العام 2005 ، فشكل 14 اذار مع الحلفاء ثم انتخب نائباً في الـ 2005 والـ 2009 .
وفي العام نفسه كّلفه الرئيس سليمان بتشكيل الحكومة التي فقدت نصابها في الـ 2011 بعدما استقال منها "الثلث المعطل " .
بعدها سافر الزعيم المهدد هارباً "لفرنسا" ليعود في ذكرى 14 شباط 2015 .
السؤال هنا ماذا قدم الحريري للبنان والسنة بعد 10 سنوات ؟
الحريري الذي ما زال ضعيفاً في اللغة العربية ، لم "تعلكه" السياسة جيداً ، فما كان خير خلفٍ لخير سلف .
فهو منذ أن ورث الزعامة السنية عن أبيه " ونحن بلد المزراع التي تورَث" ، والواقع السني اللبناني "مكسر عصا " ، سعد الذي بدأ المسيرة محاطاً بجنبلاط وجعجع والجميل ، كان حجر شطرنجاً يحركه الكبار بحنكة وفقاً لمصالحهم الخاصة ولمصالح أتباعهم لا لمصلحته .
إبن قريطم ما قدّم لمواطنيه غير "الدولارات" الرخيصة ، أما على سبيل التمثيل الصحيح والإنماء والإعمار فقد حقق فشلاً مفجعاً .
ففي عهد الشيخ سعد ، استطاع المتطفلون أن يلصقوا صفة الإرهاب بالسنة ، واتهمت طرابلس وعرسال بأنهما بؤرة التطرف ، وفي عهده أصبحت طريق الجديد متاحة لسلاح الحزب الايراني ، وفتحت السجون لأهل السنة كدرجة أولى ، وطبقت القوانين والخطط الأمنية في المناطق التابعة لهذه الطائفة بحدّة على عكس المربعات الأمنية المحمية حزبياً .
سعد الحريري في عيده الزعامي العاشر أثبت " أنه سعودياً منذ الولادة " وأنه "لبنانياً بكفالة " ، فكل مواقفه لأجل المملكة ودفاعاً عن أرضها أما على صعيد لبنان والشأن اللبناني فهو على نهج "النأي بالنفس " .
شيخ سعد ، أجل إنها عاصفة الحزم التي أظهرت وطنك وانتماءك ، والتي أكدّت للبنانييك أنك لست منهم ولا عليهم .
إنها العاصفة التي نسفت سياسي لبنان فعاد كل منهم لأصله .
فعد لأصلك لخليجك ، أو لباريسك ، فقانوناً لا حق لي في أي صفة سياسية أو رسمية ، فاللبناني ليمارس أي عمل سياسي عليه أن يكون لبنانياً منذ عشر سنوات .
وأنت "خارج نطاق لبنان" .