عندما كان يُسأل رئيس النظام السوري عن مشاركة حزب الله إلى جانبه في حربه الشعواء على الشعب السوري، كان يقلل من أهمية تلك المشاركة ويبخّس بها وفي إحدى المرّات وضع معدل لتلك المشاركة حين إفترض بأن عدد مقاتلي حزب الله في سوريا لا يتعدى الألف مقاتل، وعدد الشعب السوري ٢٨ مليون، وبالتالي مساهمة حزب الله في دعمه تساوي ١٠٠٠/٢٨,٠٠٠,٠٠٠ ، ما نسبته ١/28,٠٠٠، يعني ٠,٣٥% ، يعني أقلّ من نصّ بالمئة، في حين يقول جمهور حزب الله بأنه لولا مشاركة الحزب في الدفاع عن النظام السوري، لكان هذا النظام في خبر كان منذ العام ٢٠١٢.
لكن في آخر إطلالاته التلفزيونية بالأمس، تحدث بشار الأسد للمرّة عن مشاركة حزب الله في الحرب إلى جانبه دون تقليل من أهمية تلك المشاركة ومن دون وضع علامات للحزب على تلك المشاركة، وأعلن بأنه هو من طلب الدعم من حزب الله وبرر ذلك بأن نظامه ساهم في محاربة الإرهاب في العراق بطلب من الحكومة العراقية وأضاف بأن حزب الله يعرف بأن هذا الإرهاب في حال إنتصر في سوريا، سيمتد إلى لبنان وبالتالي من مصلحة حزب الله المشاركة إلى جانب النظام السوري في هذه الحرب!!!!
وكعادته، تجاهل رئيس النظام السوري لبنان كدولة وحكومة وجيش ومؤسسات، ولم يتكلم سوى عن حزب الله عندما يريد الحديث عن لبنان، حتى أنه تجاهل حزب بعثه في لبنان وباقى الأحزاب المرتبطة بنظامه بشكل مباشر، لكن كل أبواق النظام السوري في لبنان تتشدق بضرورة التنسيق بين بين حكومة النظام السوري والحكومة اللبنانية وبين جيش النظام السوري والجيش اللبناني، بالمقابل، فإن حزب الله وملحقاته في لبنان لا يرون في سوريا سوى النظام السوري وجماعته، أما باقي السوريين بنظر حزب الله وبني ممانعة، فهم مجرد عملاء وجب قتلهم وسحقهم بالبراميل وغاز الكلور وبالأسلحة الكيميائية، لكن هذا لا يغير من حقيقة ساطعة كعين الشمس أن في لبنان شعب طرد النظام السوري من أرضه في ٢٦ نيسان ٢٠٠٥ وما زال يواجه محاولات إخضاعه على يدّ بني ممانعة، وفي لبنان حكومة على الرغم من كل الشوائب التي تعتري عملها، إلاّ أنها ما زالت تواجه محاولات النظام السوري من إحكام السيطرة على لبنان بيد حزب الله، وفي لبنان جيش يواجه الإرهاب بسلاح الشرعية ويرفض أن يسلم أمر قيادته للنظام السوري من خلال ما يسمونه ضرورة التنسيق وإنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الجيش اللبناني وجيش النظام السوري.
لكن في نهاية المطاف.سيبقى لبنان الوطن شوكة في عيون كل الطامعين.