مع التسليم الشيعي الكامل لحزب الله بالهيمنة اقتناعا او قسرا على مقادير الطائفة الشيعية في لبنان ومصادرة قرارها واحتكار حصتها من كعكة تقاسم الحصص والوظائف والمراكز والنواب والوزراء إلى أدنى وظيفه مياوم من الدرجة الأخيرة. ومع تحديد الخيارات التي فرضها حزب الله على ابناء الطائفة الشيعية حيث وضعهم أمام أحد خيارين احلاهما مر. أما الإبحار على متن السفينة التي يقودها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ولو قادها عكس التيارات الهائجة ووسط الأمواج المتلاطمة. وإما تحمل مسؤولية تهمة الخيانة والعمالة لإسرائيل ولحلف الشيطان الأكبر.
فلم يترك لهم مساحة بين الخيارين يمكن الوقوف عليها والركون إليها. فالطريق إلى الجنة يمر بمنطقة بئر العبد واستتباعاتها ومن يضل الطريق فهو كافر وملحد ومصيره جهنم وبئس المصير وتلاحقه شتائم حزب الله حتى يوم الدين.
لكن ومع هذا ألا يحق للبعض من أبناء الطائفة الشيعية من الذين يختلفون مع حزب الله في الرأي والرؤية وبالحد الأدنى ممن لا يرون ما يراه. أن يسألوا ربان السفينة ويستفسروا منه إلى أين يقود السفينه وإلى أين يأخذ الشيعة؟؟ فأين هي مصلحة الشيعة بانخراط حزب الله في الحرب السورية إلى جانب النظام الذي يقتل شعبه بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا وانسانيا وبالبراميل المتفجرة.
ويدمر بلده بالأسلحة الثقيلة والفتاكة من مدافع وصواريخ وغيرها وفرض التهجير القسري على أكثر من نصف الشعب السوري؟؟ إلا يدعي حزب الله أنه ينتمي إلى مدرسة الإمام الحسين ( ع )الذي ثار في وجه الحاكم الجائر واستشهد دفاعا عن حق الأمة المسلوب من قبل الطاغية الذي استباح المحرمات وهتك الأعراض؟؟ ومن ثم ما هي مصلحة الشيعة بالهجوم الإعلامي الممنهج والمركز على المملكة العربية السعودية وعلى الدول الخليجية المشاركة في عاصفة الحزم على خلفية الحدث اليمني من قبل قيادة حزب الله والابواق الإعلامية الموالية للحزب والمأجورة لأيران غير إقدام هذه الدول على المزيد من عمليات ترحيل جاليات لبنانيه جلهم من الطائفة الشيعية الذين أمضى الكثير منهم عشرات السنوات في الاغتراب سعيا وراء لقمة عيش كريمة لهم ولعيالهم ولأهاليهم في الوطن الأم؟؟ إلا يكفي الشيعة في لبنان صبرا ومأساة ومعاناة وهدرا لدماء الشباب ثمنا لمغامرات حزب الله ولسياساته الخاطئة والمرتبطة بالمشروع الإيراني الاقليمي والتي جرت المصائب والويلات على البلد وعلى اللبنانيين وعلى الشيعة بالخصوص؟؟ ألا يكفي اللبنانيين ضياعا وارباكا بسبب إصرار حزب الله على تعطيل الحياة السياسية في البلد وإلغاء دور المؤسسات فيه وخصوصا مؤسسة رئاسة الجمهورية وإضعاف المؤسسة العسكرية وهي الضامنة لأمن واستقرار الشعب اللبناني؟؟ ومن ثم كيف لنا أن نصدق ان حزب الله يعتمد سياسة النأي بالنفس عن الحرب السورية، وقوافل الضحايا من قتلى وجرحى التابعة للحزب تعبر يوميا الحدود من سوريا إلى لبنان؟؟ وأي منطق هذا الذي يعتبر الشعب اليمني مظلوما ومن حقه الانتفاض على الحاكم وكذلك الشعب في البحرين مغلوبا على أمره وله الحق بالتغيير، فيما الشعب السوري ظالما وارهابيا وتكفيريا ويجب قتله واستئصاله وإلقاء شبابه في غياهب السجون لأنه انتفض مطالبا بالحد الأدنى من الحرية والإصلاح؟؟ إلا يكفي متاجرة بالدين والإنسان والدم البريء؟ ومن ثم إلا يكفي اعتماد سياسة الكيل بمكيالين؟؟ إننا نأبى للسيد حسن نصرالله أن يكون مثله مثل التاجر الذي يبيع بمكيال ويشتري بآخر.
والأولى بسماحته الاهتمام بالشأن اللبناني وتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي والمساهمة في إيجاد حلول للأزمات المتراكمة التي ارهقت كاهل المواطن وفي الحد من تفشي الفساد. فاللبنانيون بأمس الحاجة لمن يهتم بامنهم وبالخدمات الحياتية والمعيشة من فرص عمل وطبابة وتعليم لأبنائهم. أما اليمن فله رب يرعاه والحوثيون لهم إيران تدعمهم...