إطلالة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله امس وهي الثالثة له منذ اندلاع حرب اليمن أكدت ثبات السيد نصرالله في متابعة مسار هذه الحرب من وجهة نظره المتطابقة مع الموقف الايراني على هذا الصعيد. وبدت المسألة المركزية في موقف "حزب الله" تركز حملة الانتقاد على المملكة العربية السعودية التي تواصل قيادة "عاصفة الحزم" في اليمن على رغم أن المملكة نالت شرعية دولية من خلال قرار مجلس الامن الرقم 2216 بتسهيل من روسيا. وهكذا، وفيما واصل نصرالله الهجوم على السعودية بلا هوادةـ، استكمالاً لهجوم غير مسبوق من ولي الفقيه الايراني الامام خامنئي، كان قرار مجلس الامن في مادته السابعة "يحث جميع الاطراف اليمنيين على الرد بالايجاب على طلب رئيس اليمن حضور مؤتمر يعقد في الرياض تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي".
يمتلك الامين العام لـ"حزب الله" نفوذا واسعا في بيئته من أجل مواصلة حملته اليمنية على رغم أن الجمهور اللبناني عموما والشيعي خصوصا ليست لديه معرفة كافية باليمن الذي ينتمي في الذاكرة العامة الى الاساطير ومنها حول سيف بن ذي يزن الذي ساعده كسرى لطرد الاحباش فصارت من قصص القومية العربية. في المقابل، هناك عدم معرفة بـأحوال هذا البلد العربي في هذا الزمن. وقد بذل نصرالله امس في كلمته جهدا لتقديم معلومات تاريخية وجغرافية عنه ومشيدا بعروبته.
تنفيذا لوصية تركها قبل وفاته، تم دفن القيادي الحوثي الشيخ محمد عبدالملك الشامي الى جانب القائد العسكري في "حزب الله" الحاج عماد مغنية في مقبرة روضة الشهيدين بالضاحية الجنوبية لبيروت. وقد تمّ الدفن وسط تساؤل هل حصل ذلك بإذن من السلطات الرسمية أم لا؟
بات ثابتا أن الاندفاعة الايرانية في لبنان لتغطية حلفاء طهران في الحرب اليمنية تعاني عزلة على أوسع نطاق لبنانيا. ومرد هذه العزلة الى المخاوف العميقة من أن يدفع اللبنانيون العاملون في الخليج ولا سيما الشيعة منهم وعددهم يقدّر بعشرات الالاف، ويحولون سنويا الى لبنان بضعة مليارات من الدولارات، ثمن الموقف الايراني وامتداداته. ويلفت مصدر ديبلوماسي الى أن المخاوف على مصدر رزق اللبنانيين في الخليج تأتي في وقت تستميت فيه إيران لرفع العقوبات.
على موقعها الالكتروني وتحت عنوان "القات... سلوة اليمنيين في السلم والحرب أيضا" كتبت الـ"دويتشه فيله" تقول: "لا زال مضغ القات (في اليمن) وسيلة تسلية. حتى المعارك تتوقف لتناول القات. والرأي العام يناقش أوضاع بلده في جلسات (التخزين)". وربما هناك حاجة للاقتداء بهذه الجلسات ونقلها الى الضاحية الجنوبية لكي يتأمل أنصار "حزب الله" في مصير لبنان.