تنوعت بعض عناوين الصحف الأميركية الصادرة اليوم في شأن الشرق الأوسط والاضطرابات التي يموج بها من العراق إلى اليمن، وتكهنات باستمرار هذا الوضع لأجل طويل.
فقد كتبت صحيفة واشنطن بوست في مقالها أن المنطقة واقعة في دوامة مضطربة من التغيير من المحتمل أن تستمر عدة سنوات، بل عقودا، وأن محركاتها قوى سياسية واجتماعية واقتصادية وديموغرافية ليس للولايات المتحدة والقوى الخارجية الأخرى سيطرة تذكر عليها، وأضافت أن عدم الاستقرار للجيل القادم قد يكون هو الحكم في الشرق الأوسط وليس الاستثناء.وترى الصحيفة أن التنبؤات المستقبلية استنادا للتوجهات الحالية تكون دائما محفوفة بالمخاطر لأن المحللين لا يستطيعون التكهن بالأحداث غير المتوقعة التي تنتج تغييرا جذريا، وضربت مثلا بحادثة بائع الفاكهة التونسي البوعزيزي عام 2010 التي فجرت سلسلة من الثورات والحروب الأهلية في المنطقة، وأنه بالمثل لا يمكن التنبؤ بالعملية التي قد تعيد التوازن للمنطقة في نهاية المطاف.
وقالت الصحيفة إن تصدع هياكل الحكم الضعيفة في الشرق الأوسط أفسح المجال للجماعات المتطرفة لتصير أكثر قوة، وأبرزها تنظيم الدولة الإسلامية، وختمت بأن على الولايات المتحدة أن تتوخى الحذر بشأن محاولة إصلاح المشاكل في الشرق الأوسط حتى تفهمها بشكل أفضل.
ضعف الدعم
وفي الشأن اليمني، نشرت صحيفة نيويورك تايمز أن الحرب هناك تسمح لتنظيم القاعدة بالتمدد، حيث إنه يستغل اتساعها وتعدد جوانبها وانهيار الحكومة لتثبيت أركانه، وقد تجلى هذا في اقتحام مقاتليه المكلا (مركز محافظة حضرموت) والاستيلاء على مبان حكومية ونهب مكتب البنك المركزي وإطلاق سراح المئات من السجناء من سجن المدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغارات الجوية السعودية ضد الحوثيين قد ساعدت بشكل غير مباشر في تمكين القاعدة بطرق لم تتمتع بها من قبل، حيث يعمل قادتها الآن على تطوير علاقات مع زعماء القبائل اليمنية الذين يشاركونهم كراهية الحوثيين وحلفائهم.
وإلى العراق، حيث ذكرت افتتاحية واشنطن بوست أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما انتهزت مناسبة زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لواشنطن هذا الأسبوع للتباهي بالتقدم الذي تحقق لدحر تنظيم الدولة، لكنها أردفت بأن الهجوم الجديد للتنظيم بالقرب من مدينة الرمادي أكد استمرار التحدي وكشف العيوب المستمرة في إستراتيجية الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى شكوى العبادي المتكررة من أن الولايات المتحدة فشلت في توفير الذخائر المطلوبة، وإهمالها طلبات أسلحة ثقيلة، ورفض أوباما أيضا التفويض بنشر مراقبين جويين أميركيين بالقرب من الخطوط الأمامية، وشددت على عدم وجود أي دلائل على أن زيارة العبادي تخطت هذه العراقيل.
وترى الصحيفة أنه كلما ضعف دعم الولايات المتحدة للعراق زاد اعتماد حكومة العبادي بالضرورة على إيران والمليشيات الشيعية التي ترعاها، والتي لها سمعة سيئة لوحشيتها وأهدافها الطائفية، وختمت بأن مزاعم الإدارة الأميركية بالتقدم تناقض الافتقار إلى إستراتجية متماسكة وطويلة الأجل للعراق وسوريا، وأن هذا سيتطلب التزام أكبر من الجيش الأميركي وموارد اقتصادية ودبلوماسية لا تزال الإدارة غير مستعدة لتقديمها.