كثرت الأقاويل حول قبول استقالة النائب قبيسي من مسؤوليته في تنظيم حركة أمل نتيجة اعتراضه على تعيين مسؤول تنظيمي عام للحركة من خارج الأسماء والأعمار المتداولة عادة والمحتكرة للمواقع النافذة . وهو بذلك فتح عليه باباً لن يغلق على ما جرى داخل المؤتمر العام ولن تُسد فيه أحدوثة الاعتراض على تعيين شخص من الفروع الصغيرة في شجرة الرئيس وسيبقى السرد العام يقصّ باستمرار أخبار قريبة من الخيال وأخرى تُلامس جانباً من الحقيقة .
من الخبريات المهمّة أن الرئيس وبحسب الراوين أراد التخلص من شخص بات حالة خاصة داخل الحركة لتمتعه بنفوذ تنظيمي أتاحته له تجربته الأمنيّة والعسكرية وقربه المباشر من عناصر وكوادر الحركة التنظيميين الممسكين بزمام المبادرة في القرى والمدن الجنوبية اضافة الى اتساع هذه الحالة الخاصة التنظيمية لتشمل قطاع الخدمات العامة والتي وفرت للنائب قبيسي رصيداً شعبيّاً يصرفه حيث أراد . ويبدو أن حالة قبيسي المتضخمة حركّت غريزة المنافسة داخل التنظيم بحيث أن الكثيرين من المقربين للرئيس باتوا يحسدون النائب قبيسي ويجدون فيه الرجل الثاني في حركة لا تحتمل الاّ الرئيس وحده دون غيره وشعروا أن الرئيس نفسه ساعد القبيسي على أن يكون الرجل النافذ والاستثنائي في الحركة من خلال ادخاله الندوة البرلمانية رغم موانع عديدة ومنحه صلاحيّات لا حصر لها في اختصاصاته وغير اختصاصاته ووحده من يملك مفتاح الخدمات في الدولة وهذا ما وفر له علاقات شعبية واسعة من الفقراء الى الميسورين كما أن الحركة لم تشهد يوماً صوراً مكثفة لغير المؤسس الصدر والأمين بري ولغير الشهداء فمنذ نيابة قبيسي والجنوب واحة لصور أبي حسن وهذه جرأة خاصة لا يتمتع بها أحد من مسؤولي الحركة ولا يمكن لشخص أن يعمم صورته دون قرار من الرئيس وسماح منه .
وتضيف هذه الخبريات بأن الرئيس أراد تصحيح هذا الخلل الذي أحدث نقمة ومنافسة داخل الحركة بوضع النائب قبيسي في حيّز ضيق يُخسرُه ما كسبه طيلة رحلة جهاده المرير والطويل في صفوف حركة أمل وجاءت فرصة اعتراض أبي حسن على اسم المسؤول التنظيمي العام للحركة فرصة طبيعية لتحجيم الدور الذي أثار حفيظة الكثيرين من الحركيين داخل دائرة الرئيس .
وثمّة من يربط ما حصل مع النائب قبيسي مع موضوع من سيخلف الرئيس بري في رئاسة الحركة معتبراً أن النائب قبيسي مصدر قلق ليس فقط بالنسبة لدوره الكبير في أمل والخدمة العامة بل في موضوع حسّاس وشريان رئيس في جسم الحركة باعتبار أن البديل غير منظور لوجود هوّة شاسعة بين شخص كالرئيس بري وبين أيّ شخصية من شخصيّات أمل وطالما أن التوازنات داخل الحركة معايير موضوعية كافية كيّ يتطلع الوازن فيها الى أقصى ما يمكن النظر اليه وان كان حلماً فان التطلع الى موقع الرئاسة يصبح سهلاً في نظر من يملك العصبية الداخلية للحركة والفرادة المتفوقة على الآخرين ممن يجدون أنفسهم منافسين جديّين لمنصب رئيس .
ويعتبر هذا البعض بأن الرئيس بري وبذكائه المعهود أكتشف باكراً حلم النائب فقرر أن يحوله الى كابوس لأن البديل يجب أن يكون من سنخ الأصيل وليُفهم القاصي والداني بأن الحركة أمانة بالنسبة له ويجب أن تحفظ بأمر من الله والوطن