إن الإطلالة على موضوع محاكمة الإعلامية كرمى خياط ومحطة الجديد لا ينبغى تناوله كاعتداء على الحريات الإعلامية في لبنان كما شاء البعض تصويره لأن الأمر الذي انطلقت منه المحكمة الدولية لا يعدو كونه إجراءا قانونيا يتعلق بما أقدمت عليه قناة الجديد من تضليل للرأي العام بعرضها موادا تتعلق بمعلومات كانت وما تزال من اختصاص المحكمة وفي صلب عملية التحقيق التي تجريها ,حيث عملت الجديد على إعداد برامج وحلقات عدة تتناول عمل المحكمة بطريقة استخباراتية بدأت مع التحقيقات التي أعدتها المحطة عن شهود الزور والمسرحية التي قام بها الصحافي فراس حاطوم وما تلاها من عرض لأسماء ومعلومات تتعلق بهذه القضية الأمر الذي اعتبرته المحكمة الدولية عملا يضر في التحقيقات الجارية ويؤثر على مجريات عملية التحقيق وبالتالي كان من حق المحكمة الاستماع الى إفادة الجديد وكرمى خياط تحديدا للوصول الى مصادرها التي من شأنها ان تسهم في المساعدة في عملية التحقيق .
حصرت المحكمة الدولية ادعاءها على الجديد وكرمى خياط في هذا الأمر فقط وهو أمر يتعلق بعمل المحكمة وعملية التحقيق الجارية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, ولم تتجاوز المحكمة في ادعائها على الجديد أوصحيفة الأخبار أي شأن إعلامي آخر ولم تقوض المحكمة بذلك الحرية الاعلامية لأي صحفي أو مؤسسة إعلامية الأمر الذي يدحض مقولة الإعتداء على الحريات الإعلامية في لبنان وبالتالي يعفي الدولة اللبنانية من مسؤولياتها في هذه القضية باعتبارها قضية تتعلق فقط بحق المحكمة الدولية في معرفة مصادر المحطة .
إن تصوير هذه القضية كإعتداء على حرية الصحافة والإعلام في لبنان هو في غير محله وهو نوع من أنواع المتاجرة بهذه القضية وتسجيل النقاط للتشويش على عمل المحكمة, وإن إطلالة النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله للدفاع عن كرمى خياط وقناة الجديد هو استغلال رخيص لجأ إليه حزب الله للإستفادة من الأمر بما يخدم توجهاته وسياساته المعتمدة تجاه المحكمة وهو الذي لا يعترف بالمحكمة أصلا ولا يعيرها في أدبياته الاعلامية والسياسية أي اهتمام  .
وإن استغلال هذا الأمر من قبل محور الممانعة تحديدا هو تشويش جديد على عمل المحكمة الدولية يعتمده هذا المحور لمحاولة صرف الأنظار حقائق كثيرة باتت متوفرة لدى المحكمة الدولية وهو تواطؤ جديد مع محطة تلفزيون الجديد لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام حول عمل المحكمة الدولية .

علي الموسوي .