نعى نائب جًدّد له بفعل فاعل معلوم الدولة التي يمثلها في السلطتين التشريعية والتنفيذية بعد أن دافع عن الاعلام اللبناني متضامناً في ذلك مع الشاهدة كرمى خيّاط المستدعاة للمحكمة الدولية وللمرة الثانية معتبراً ذلك تعد صارخ على السيّادة أو على تبقى منها في ظل تراخي البعض في موضوع الحريّات ويبدو أن النائب المتباكي على الاعلام يُدين من يحاوره ويحاصصه في تيّار المستقبل باعتبار التيّار جهة متمسكة حتى الآن بالمحكمة الدولية بغية الادانة الرسمية لجريمة قتل الرئيس رفيق الحريري .
أعرب النائب عن وجود ادانة واهانة صادحة وصارخة بوجه الدولة الموافقة على التعدّي الذي تثيره محكمة لاهاي بحق الاعلام المتعافي في لبنان والذي يتمتع بخصوبة عالية من الحريّات والنظيف تماماً من أيّ تدخل سياسي سواء من الجهة التي يمثلها أو من الجهات الأخرى من أحزاب الطوائف المُطبقة على أنفاس العباد والبلاد وتجربة الطبقة السياسية في لبنان مثال وأنموذج لا للعرب فحسب بل للغرب ايضاً طالما أن نوّاب الأمّة ينتخبون أنفسهم بأنفسهم ويجددون لأنفسهم بأنفسهم حرصاً منهم على وقت الشعب وعدم اشغاله بأمور تافهة لأن أمامه استحقاقات نضالية كبيرة وطنيّة وأقليمية تتطلب منه التفرّغ للموت في سبيل ولاة الأمر من أرباب الأحزاب والطوائف .
لقد أسمعنا النائب المتفرّغ للدفاع عن الاعلام معسولاً من الكلام وفائضاً من الحرص على محطّة كانت ومازالت برأيّ مسؤوله دُكانة قطرية مهمتها الاساءة لمن لا يُساء اليه بدافع الارتباط بالمحور المقابل لمحور المقاومة .
نعم الاعلام في لبنان يحتاج الى حماية لا من المحكمة الدولية فحسب بل من الطبقة السياسية المطبقة على الحياة العامة في لبنان والتي أوصلت الحريّات التي افتخر بها اللبنانيّون في مرحلة ما الى ما يُشبه الديكور المطلوب لتغذية الانقسامين السياسي والطائفي ولتغطية الأزمات الفعلية بأزمات لا طائلة للبنان بها لأنها تلبي مصالح غير وطنية .
للأسف سماع من ينعي الدولة وهو " مُشرّع" من مشرعيها وهو ممثل لطائفة لطالما تغنت بدفاعها عن الدولة وعن مشروعها ربما تناسى النائب أنه نائباً وظنّ أنّه مازال " يُقاتل" لتحصيل الدولة لذا عاد الى الوراء وخاطب الدولة كحزب نقيض للدولة