عادت الحرب بين القنوات اللبنانية إلى الواجهة، لكن هذه المرة بين قناتين معروفتين بأنهم ندين، سواء على الصعيد الإعلامي أو على صعيد الإتجاهات السياسية، وكأن الهجوم الذي شنه السيد حسن نصرالله على السعودية عبر قناة الإخبارية السورية أعطى موادا للقنوات التلفزيونية لتصبح حديث المواقع التواصل الإجتماعي.
بدأت القصة مع قناة المستقبل التي وجدت في كلام نصرالله إستفزازا وإهانة للمملكة، وعبر مقدمة نشرتها المسائية، قدمت إعتذارا لخادم الحرمين معتبرة "أن الحقد والكراهية قد تفجر من نصرالله وحزبه جراء مشاركة السعودية في "عاصفة الحزم" ولم تنس هذه القناة ذكر ما قدمته السعودية للبنان موجهة إتهامات لنصرالله على انه ورقة بيد إيران تستخدمه وقودا لتحقيق برنامجها النووي.
لم يستطع محور الممانعة تقبل هذه الحقيقة القاسية فانفجرت قناة المنار غضبا، لتشن حملة في مقدمة نشرتها ايضا ، أطلقت فيه تسمية "أنياب الإعلام" على الشاشة الزرقاء مضيفة " إن الحقدَ والغرورَ والاوهامَ امراضٌ قاتلةٌ في السياسةِ وفي الاعلام."
ولم يغب عن قناة المنار تقديم الإعتذار لأطفال سوريا وفلسطين ولشعب اليمن ..
وكأن "السن بالسن والعين بالعين"،فأخذ تلفزيون المستقبل الموقف الدفاعي عن نفسه وبمقدمة نارية ردت على المنار ونقتبس هنا:"عذراً أطفالَ لبنان لأنّ حزب الله يحوّلكم إلى مقاتلين منذ خطواتكم الأولى، ويدرّبكم على القتل والموت بدلاً من إنشاء أجيال منتجة للحياة".
فما نسمعه على الباحة السياسية من اتهامات متبادلة بين نصرالله والحريري، تمت ترجمته بشكل واضح في المقدمات الإخبارية، وما يفاجىء هنا أنهم يقولون أن الحوار مستكمل وقائم.
وعلى ما يبدو ان السياسيين على اختلافهم، إنما يعتبرون المواطن اللبناني "بلا عقل" أو يرون فيه مشروعا للبنان محطم، فمن المستغرب أن يكون كل هذا الحقد، مدفون بين جهتين لبنانيتين تدعي انها تتحاور لتضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وما صدر يؤكد أن النتائج التي وصل إليها الحوار تختصر بالمثل الشعبي "تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي