13 أبريل 1975، بداية لحرب لبنانية دخلت فيها الأطراف السياسية والدينية التي تمثلت في المسيحيين الموارنة ،الشيعة، السنة، والدروز، منظمة التحرير الفلسطينية، والإسرائيليون وكذلك الجيش السوري وأطراف أخرى متفرقة، وبعد مرور 40 عاما على هذه الحرب لم ينس اللبنانيون هذه الذكرى الأليمة ولا حتى رجال السلطة الذين لعبوا دورا أساسيا في إشعال الحرب وزيادتها آنذاك.
وعلى ما يبدو ان الضمير قد استيقظ لدى البعض ولجأوا إلى محاولة لتبرئة ذمتهم مما فعلوه، هذا وباعتراف منهم، إذ أن رئيس حزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أشار لدوره عبر تويتر خلال تعريفه للحرب اللبنانية فقال:" “لن أسترسل كوني كنت فريقا من الفرقاء المتعددين الذين جرفتهم العصبيات والأحقاد .أفضل الصمت” مضيفا " “وصيتي لتيمور ولكل الشباب اللبناني إياكم والعنف والجهل بالرغم من جدلية الخير والشر التي ترافق البشرية منذ نشأتها منذ قايين وهابيل”
وكان للرئيس سعد الحريري تغريدة في الذكرى الأربعين للحرب فقال:":” لن نسمح أبدا أن تعود” مضيفا “لا يمكن ان نحمي لبنان اذا لم نقفل الأبواب في وجه الحرائق المحيطة ونتوقف عن الذهاب إليها بأنفسنا” ولفت إلى أنه “لبنان لم يخرج من الحرب الأهلية ليدخل آتون الحروب العربية”
وأما الوزير بطرس حرب الذي كان شاهدا على اندلاع الشرارة الأولى للحرب الأهلية فرأى فيها دعوة وعِبرة وعلق قائلا:" ”العبرة من ذكرى الحرب الأهلية تكون بإعتبار اللجوء الى العنف بين اللبنانين خيانة وطنية عظمى” ولم يغب ذكر الشهداء عن باله الذين سقطوا في ذلك الوقت فأضاف “تحية الى الشهداء والابطال المدنيين كي لا يغيبوا من ذاكرتنا الجماعية” وقد لفت النائب عبد اللطيف الزين لمصادر صحفية أنه " لا داعي لنتذكر المآسي التي عشناها، مكرراً دعاءه ليكون الله في عون لبنان واللبنانيين" كما طلب من اللبنانيين "أن يعوا حقيقة أوضاعهم وأن يكونوا على استعداد ليشخصوا المصيبة قبل وقوعها، معتبرا أنه "لكل منا طريقته في الوصول إلى ذلك"
وختاما فإن السياسيين الذين يدعون اللبنانيين للنأي بالنفس والإبتعاد عن حرب طائفية أخرى قد تدق باب لبنان، يبدو أنهم نسوا أن المواطنين ليسوا سوى دمى خاصة بهم يحركونها كما شاؤوا، وإن ابتعد أمراء السلطة عن خطابات التحريض وزرع الكراهية و"اللعب من تحت الطاولة" لكان لبنان بألف خير، فيا ليت "السياسيين يشتغلوا عحالن لنوصل لمقولة تنذكر وما تنعاد"