العلاقات الراهنة بين المملكة السعودية وبين إيران، ليس في مجال السياسة الاقليمية خاصة في اصطفافهما الواضح في القضية اليمنية، بل هناك خصومة في أكثر من صعيد. بدأ خلال الأيام الأخيرة بمحاولة اعتداء اثنين من الشرطة السعودية على يافعين إيرانيين، في مطار جدة، واستمر في منع طائرة سعودية من الهبوط في مطار جدة، وانتهى بنزول لاعبي فريق النصر بزي الكوماندوس السعودي في ملعب آزادي بطهران.
نبدأ من الأخير، حيث مساء الأربعاء، فوجئ المتفرجون الإيرانيون في ملعب آزادي بطهران، عند ما دخل لاعبوا فريق النصر السعودي لكرة القدم، أرضية الملعب، بزي الكوماندوس، لمواجهة منافسه الإيراني برسبوليس إياباً، التي أدت إلى خسارة الفريق السعودي بهدف نظيف وذلك ضمن مباريات الرابعة للمجموعة الأولى من دوري أبطال آسيا.
يرى خبراء رياضيون إيرانيون، أن هذا الحدث مرتبط بشكل مباشر مع الموقف السعودي في اليمن، ويمثل كشر استفزازاً للإيرانيين، وإذارة لحفيظتهم. وهذا يعني إدخال السياسة في الرياضة، ما يعارض روح الرياضة عموماً وكرة القدم خاصة.
وجاء الرد الإيراني في فرحة مهدي طارمي الذي اتخذ من أصابعه سكيناً ليشير إلى عنقه حتى يوحي بأنه قطع رأس المنافس، وكان حسن الحظ، حيث أن الحكم لم يراه ليعطيه بطاقة الانذار.
صباح اليوم - الخميس- تناولت الصحف والمواقع الإيرانية هذا الحدث، معربين عن استيائهم للباس الفريق السعودي. سبق هذا الحدث اعتداء الشرطة السعودية ليافعين إيرانيين، بمطار جدة، بحجة التفتيش، مما أثار غضب عارماً عند الايرانيين، وحتى المراجع الدينيين طالبوا بوقف رحلات العمرة احتجاجاً على هذا الاعتداء، ونواب البرلمان سيدرسون الموضوع، بالرغم من اعتقال الشرطيين المعتدين، من قبل السلطات السعودية، وفق المتحدثة باسم الوزارة الخارجية الإيرانية.
وتخلل الحدثين، منع السلطات السعودية، طائرة إيرانية من الهبوط في مطار جدة، بحجة أنها تفقد المواصفات الاوربية، وكان عمر الطائرة أكثر من 25 عاماً و يرى المتحدث باسم الطيران الايراني أن تلك الحجة فارغة وواهية، حيث أن نفس الطائرة كان لها أكثر من 100 رحلة إلى مطار جدة خلال السنوات الاخيرة، فضلاً عن أن عمر الطائرة ليس معياراً لامتلاكها للمواصفات، كما أن هناك طائرات أميركية عمرها أكثر من 25 عاماً ولم تخرج بعد عن الدور.
يبدو أن الأيام القادمة ستشهد العلاقات بين الطرفين، التصعيد، رغم محاولة وزارة الخارجية لاحتواء التوترات. ومن المؤكد أن رحلات العمرة من إيران الى السعودية، لن تستمر بحال عدم جدية السعودية، في معاقبة شرطيين اثنيين، تركا نقطة مظلمة ليس على العلاقات بين الطرفين، بل اعتديا على حمى الله تبارك وتعالى شأنه، حيث أن الشابين كانا من ضيوف الله وليس ضيوف المملكة السعودية.
وهذا الاعتداء سوف يبقى في ذاكرة أجيال ولعقود وأكثر.
فعند ما يطالب المراجع الدينيين بوقف رحلات العمرة، أو بوقف العمرة والحج، في ظل انعدام الأمن، فمن الطبيعي أن يكون سخط عامة الشعب وخاصة الشباب منهم أكثر وأعمق.