في مثل هذه الايام من شهر نيسان من العام 1980 استشهد المرجع السيد محمد باقر الصدر وشقيقته الكاتبة بنت الهدى على يد صدام حسين ، وقبل يومين فقد العراق احد كبار علمائه وسياسييه وادبائه العلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم بعد مسيرة طويلة من العمل الاسلامي والنشاط الديني والحوزوي والسياسي في مواجهة الظلم ومن اجل اقامة دولة العراق العادلة.
وما بين السيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى وصولا الى السيد محمد بحر العلوم قدّم العراق وشعبه ملايين الشهداء والجرحى وحجم كبير من التضحيات الجسيمة في مواجهة الظلم والطغيان والاحتلال ومن اجل اقامة نظام عادل يؤمن الحياة الكريمة للعراقيين.
وفي تاريخ العراق القديم والحديث كان لعلماء العراق دورا بارزا ان على الصعيد الفكري او الديني او السياسي او الجهادي ، ولا يمكن في هذا المقال السريع ان نذكر اسماء كل مراجع وعلماء ومجاهدي وقياديي العراق الذين كان لهم دورا مهما ان في مواجهة المحتلين او الغزاة او في مواجهة الظلم او الذين عملوا لخدمة الشعب العراقي وتطوير المجتمع العراق ودفاعا عن الوحدة الوطنية والعربية والاسلامية، فمنذ مواجهة الاحتلال الانجليزي دفاعا عن العراق والدولة العثمانية الى اليوم في مواجهة داعش وكل اشكال الظلم والشعب العراقي يقدم التضحيات والشهداء، وفي مقدمة المسيرة يقف العلماء والمراجع والقيادات الدينية الذين لعبوا دورا مهما في حماية العراق ووحدته ووقفوا في مواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم والمذهبية.
والنماذج اللتي ذكرناهما في مقدمة المقال وقد رحلت في بداية شهر نيسان اي المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى والعلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم هم من النماذج المهمة في تاريخ العراق ونضاله وكان لهم دورا مهما على الصعد الفكرية والاجتماعية والسياسية والجهادية والادبية والدينية.
ونحن اذ نوجه التحية لارواحهم الطاهرة ونقدم العزاء للشعب العراقي ولعوائلهم وللمرجعيات الدينية لا بد من ان نشير لاهمية اعادة تسليط الضوء على الدور الذي لعبه علماء العراق من اجل حماية وحدته وانقاذه من الظلم والاحتلال والفقر وتلك مسؤولية العراقيين اولا وكل المعنيين بالشأن الفكري والثقافي والديني خصوصا في هذه المرحلة التي يواجه فيها العرب والمسلمون تحديات فكرية ودينية كبيرة.