ردّ سعد الحريري على السيّد حسن نصرالله الذي طال المملكة العربية بكلام مسيء للسعودية ولملكها وأمرائها بكلام مسيء أيضاً للسيّد وللجمهورية الاسلاميّة الايرانية الأمر الذي أكدّ أهمية الدورين الايراني والسعودي في الانقسام الحاصل بين حزب الله والمستقبل رغم محاولاتهما الفاشلة في صنع حكومة فارغة من أمكانيّات القوى والتأثير والفعل في ادارة البلاد .
وفي بعث حوار ما زال يراوح مكانه لاستحالة التوصل الى حلّ في الملفات العالقة بين الجهتين وقد تبين هشاشة الحكومة والحوار في الخطط الأمنية "الديكوراتية " والتي كشفت هشاشة التمثيل في الاداء الوزاري لأن للأمن طرق أخرى . في كل يوم يصحو اللبنانيّون وينامون على خلاف بين حزب الله والمستقبل وان بات الخلاف مقبولاً كونه جزءًا من الحوار ومن سياسات الحكومة المتبعة انتظاراً لانفراجات سورية وقد استلحقت بها انفراجات يمنيّة أيضاً .
لو تكلم الرئيس سعد الحريري بما تكلم به قبيل تفاهمه القسري مع حزب الله لاشتعلت حرب زواريب الطوائف في بيروت لهذا يبدو للحوار محسّنات الحكومة اذ أنه فتح فضاءً آمناً للخلاف بين الاثنين ونظم آليّات العمل السياسي والحكومي بما يتناسب مع مصالح المستحوذين على السلطة وهذا شيء لطيف كونه يساعد على ابقاء لبنان خارج تحارب المذاهب .
ولكن ثمّة اشارة واضحة لمرحلة جديدة قادمة على لبنان بعيد الاتفاق الأميركي – الايراني مع نبرة سعد الحريري السعودية الرنّة والمرتفعة جداً استناداً منها لخيار القوّة العربية والذي عبرت عنه وبشكل مباشر عاصفة الحزم .
من المؤسف تصوير الطوائف وأحزابها كمكونات وجماعات تابعة للخارج ومؤتمرة بأولياء النعمة من أهل العملة الصعبة وتغيب الشعور الوطني والتباهي بعظمة الدولة الاقليمية وحكمة سياساتها بحيث أنها لم تدرك ولو لمرة واحدة فوائد لبنانيّة لبنان .
ان التخاطب المكشوف بين أرباب الطبقة السياسية قائم على أساس أنهم غير لبنانيين وهم من التابعين وباحسان الى دول اقليمية أو دولية لذلك نراهم يكشفون هويات بعضهم البعض الأجنبية ويدّعون صوابية الدول التي يؤمنون بها ايماناً غليظاً بطريقة مستفزة للشعور الوطني الغائب .
كان من الممكن أن يكون ردّ سعد الحريري مهمّاً لو أنه أُسّس على أسس ومعايير لبنانيّة لا على حسابات خارجية بمعنى أننا نفتقد لخلاف لبناني – لبناني يُظهّر الصورة الخلافية أو التوافقية في اطار الوحدة الوطنية .